خطٌ طويلٌ من القهر يفصل بين سجنٍ احتلالي وبين بيتٍ أدرني الجنسية فلسطيني الهوية، خطٌ من الألم والترقب وقلة الحيلة وانتظار فرج رب العالمين، هو مفتاح الأمل الوحيد الذي تمتلكه عائلة الأسير منير عبد الله مرعي (39عاماً) من الأردن، بعد أن دخول نجلهم عامه السادس عشر في سجون الاحتلال.
بالنسبة لشقيقة الأسير منير مرعي، إلهام مرعي فأن عد سنواتٍ جديدة لشقيقها في السجن مؤلمة، وتبعث فيها شعور الظلم والقهر، أن يكتفِ الجميع فقط بذكر دخوله عاماً جديداً دون أن يعرجوا على ألم العائلة الذي لا يعلم به أحد، أفراحهم التي لم تكتمل لأن منير ليس حاضراً وأحزانهم التي لم يعيشوها حتى كما يجب لأنه ليس هناك.
الأكثر ألماً من كل هذا أن عائلة الأسير منير مرعي تطالب بحقٍ مشروع، حق زيارته ورؤيته في أسره، تقول شقيقته إلهام مرعي لمكتب إعلام الأسرى"نريد أن يعامل منير كغيره من الأسرى، نزوره من خلف الزجاج، يرانا ونراه، نطمئن على حاله، ويطمئن علينا، هذه 15 عاماً بأحزانها وأفراحها".
قبل سنوات حاولت العائلة جل جهدها لكي ترى أسيرها في سجون الاحتلال، خرجوا للاعتصام في الأردن، خاضوا إضرابات أما اليوم وبعد وفاة والديه وحرمانه حق وداعهما، فتؤكد شقيقة الأسير بأنهم لو علموا أن هناك نتيجة من الضغط لحاولوا، لكنهم الآن ينتظرون حلاً من الله، ويؤمنون بعدله.
"كيف نصبر ونتغنى بالأمل وهناك أسرى في سجون الاحتلال منذ 30 عاماً وأكثر، منير أيضاً من الأسرى الذين ينظر إليهم الاحتلال بكل عيونه، وقضيته ليست بالسهلة"، تقول شقيقة منير مرعي من مكان سكنها في الأردن.
لا أحد يعلم ألم الليل حين يمر على إلهام مرعي وهي تحاول تذكر ملامح شقيقها حين كان لديهم شاباً في العشرين من عمره غادر الأردن إلى فلسطين ليتعلم في إحدى جامعات الخليل، ويلتحق بطموحٍ أكبر كانت تجهله العائلة.
11 شقيقاً وشقيقة، لا يغادرهم الأمل بخصوص حرية شقيقهم منير، أبنائهم يتناقلون قصته كما هو الحي الذي يسكنون فيه، يحفظون صوره القديمة على أمل العودة والحرية القريبة، يرون في الزيارة الآن حلماً، وهي حقٌ مشروع.
بالنسبة لإلهام مرعي يكفيها خلال ساعات الليل الطويلة أن تتمكن ذات مرة من سماع صوت شقيقها قادماً من مكانٍ ما، يطمئنها على حاله، يداري قلقها عليه، ولهفتها للكتابة عنه في كل مرة، واعتبارها إياه درة العائلة التي ضيعها الاحتلال.
خمس مؤبدات هي الحكم الفعلي والانتقامي، هي خاتمة الحديث وشجن العائلة على حقوق الأخ المسلوبة في سجونٍ احتلالية أكلت عمره وجسده، في سبيل أن يرى فلسطين منبت جذور عائلته حرةً كريمة.