أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال الصهيوني يواصل ضرب كل نصوص وقيم حقوق الإنسان عرض الحائط، بمواصلة إجراءاته القمعية والتعسفية ضد الأسرى الأطفال، ولا يعبأ بتلك النصوص والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي لحماية حقوق الأطفال القاصرين.
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن هناك عدد آخر من الشهادات التي تؤكد استمرار سياسة الاحتلال الإجرامية بحق الأطفال الأسرى، من اعتقال همجي وضغط وابتزاز وتعذيب، وفي كل يوم تنكشف حقائق جديدة من خلال الشهادات التي يدلي بها هؤلاء الأطفال القاصرين الذين يعتقلون في ظروف قاسية غير إنسانية، ويمارس الاحتلال بحقهم كل أشكال التعذيب بعيداً عن الأضواء.
مكتب إعلام الأسرى يستعرض شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي، فقد قال الطفل المقدسي الأسير محمد أبو ناب (15عاماً) لمحاميه بأنه تعرض للاعتقال بعد أن هاجمه عدد من الجنود وانهالوا عليه بالضرب على بطنه ورأسه، واقتادوه بعدها إلى الجيب العسكري، ونقلوه إلى مركز توقيف وتحقيق المسكوبية، حيث تعرض هناك لاعتداءات ومعاملة مهينة من قبل المحققين والضباط، واجبروه على الركوع على الأرض ومسح وتنظيف الغرف، ومعاقبته بالضرب بالعصي على مختلف أنحاء جسده وشتمه والاستهزاء به.
الأسير مصطفى البدن (17عاماً)من بلدة تقوع، في بيت لحم أفاد بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزل عائلته الساعة الواحدة والنصف ليلاً بداية شهر يناير الماضي واعتقلته بطريقة وحشية أمام أفراد أسرته وجرى اقتياده إلى مركز توقيف "عتصيون" وفي الطريق قاموا بالاعتداء عليه بالضرب وأحد الجنود أغلق باب الجيب العسكري على ركبته اليمنى.
وأضاف الأسير البدن في إفادته بأنه جرى لاحقاً نقله إلى معتقل عسقلان وهناك خضع للتحقيق لمدة (26) يوماً متتالية، بواقع 9 ساعات تحقيق يومياً تعرض خلالها للضرب ولمحاولة خنق من قبل أحد المحققين ثم تم نقله إلى قسم الأطفال في عوفر.
ونقل محامي الأسير أحمد الشلالدة (15عاماً) إفادةً له أوضح فيها بأنه أصيب أواخر شهر يناير حين تم العثور عليه بعض مطاردة، وجرى نقله إلى مركز توقيف عتصيون ولم يراعِ الاحتلال إصابته، فقد تعرض لتحقيق لعدة أيام، وتم ضربه بقسوة، وهدده المحققون بضربه على ساقه المكسورة إذا لم يقدم اعترافات بأنه ألقى حجارة على دوريات الجيش، وبعد أسبوع تم نقله إلى عوفر.
وتعرض الأسير فيصل الشاعر (16 عاماً) للاعتقال بعد اقتحام منزل ذويه في بلدة تقوع، في بيت لحم، ورغم أنه تعرض لإصابة في ساقه اليسرى قبل ثلاثة أيام من اعتقاله، فقد تم نقله إلى التحقيق في ظل ظروف صعبة، وتعرض للضرب خلال نقله، وخضع لتحقيق استمر لمدة (15) يوماً، وكان يتلقى ضربات على قدمه المصابة.
في ذات السياق، فإن جميع الاتفاقيات الدولية تشدد على ضرورة حماية الأطفال في جميع دول العالم، وخاصة التي تعيش على وقع الحروب والنزاعات، إلا أن الاحتلال شرع جملة من القوانين التي تجيز له اعتقال الأطفال، وإخضاعهم للتحقيق والتعذيب وتصعيد الاعتقالات بحقهم، ونتيجة لذلك ارتفع عدد الأطفال المعتقلين، وقامت إدارة مصلحة السجون بافتتاح أقسام جديدة للأسرى القاصرين في سجن عوفر، وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأسرى الأطفال .
يشار إلى أن الاحصاءيات تؤكد بأن 99% من الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا إلى أساليب متعددة من التعذيب والتنكيل والإهانة منذ لحظة اعتقالهم، حيث يبدأ التحقيق باستخدام الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، واستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد وينتهي بإبقائهم دون طعام أو شراب لفترة طويلة.