لا يقتل الاعتقال الإداري الأسير وحده، بل يفعل المثل لعائلته، زوجة الأسير القيادي رأفت ناصيف، من سكان مدينة طولكم، تهاني عويوي، ترى في الاعتقال الإداري جريمةً مركبة تطال العائلة والأسير، مشيرةً إلى أن زوجها يقاطع الاعتقال الإداري منذ زمن بعيد، قبل أن يُصدر الأسرى قراراً بمقاطعة الاعتقال الإداري؛ لعدم ثقته بما يصدر عن المحكمة من قرارات.
تروي زوجة الأسير ناصيف، لمكتب إعلام الأسرى أنها اقترنت بزوجها الأسير رأفت ناصيف منذ تسع سنوات، ومكث خلالها سنة واحدة بشكل متقطع رفقة عائلته، وهذا يعتبر انتهاكاً صارخاً بحق كل عائلات المعتقلين الإداريين الذين يتم اعتقالهم بدون تهمة.
توضح زوجة الأسير ناصيف بأن كل هذا يحدث نتيجة البند السري الذي لا يطلع عليه إلا القاضي فقط، ويحظر على المحامي أو الأسير الإطلاع عليه، فالملف السري كذبة المخابرات، ودور المحكمة وهمي وصوري لشرعنته، حتى يتم الاستمرار في قرار الاعتقال الإداري لعدة أشهر وسنوات.
تضيف زوجة الأسير ناصيف"يقبع زوجي في سجن هداريم، وفي الزيارة الأخيرة كانت جنى وصهيب برفقتي، ومن خلف ألواح الزجاج شاهد زوجي أطفاله الذين جاءوا للحياة وهو داخل الأسر، وحرموا من حنان والدهم باسم الاعتقال الإداري".
تتابع زوجة الأسير ناصيف"عقوبة الاعتقال الإداري العنصرية جعلت زوجي يحزن على فقدان ثلاثة أشقاء ووالدته الذين فارقوا الحياة دون أن يتمكن من وداعهم الوداع الأخير، ووالده توفي عندما كان مطارداً أيضاً، هو لم يكن حاضراً لا في مناسبات الولادة ولا في أحزان الوفاة".
الأسير ناصيف وكما تؤكد زوجته غاب عن مناسبات عائلته المؤلمة والمفرحة قهراً وقسراً وبتوصية من جهاز المخابرات؛ فعند الاعتقال الأخير الذين كان بعد 42 يوماً من الإفراج عنه من اعتقال لمدة تزيد عن العشرين شهراً أيضاً في الاعتقال الإداري، قال له ضابط المخابرات"ها قد عدنا يا رأفت".
توضح زوجة الأسير ناصيف طبيعة هذا الانتقام فتقول"حصل جدال بين زوجي وبين ضابط المخابرات، إلا أن القرار كان اعتقاله وزجه في الاعتقال الإداري بدون تهمة، بناءً على تقارير وهمية، لا علاقة لها بالحقيقة، فزوجي أمضى أكثر من 16عاماً في الأسر معظمها في الاعتقال الإداري، وفي كل محطة إفراج يكون الخوف من العودة إلى هذا الاعتقال العنصري".
تناشد زوجة الأسير الإداري ناصيف كل الهيئات الحقوقية والإنسانية التدخل لحماية زوجها وكافة الأسرى في الاعتقال الإداري من عذاب وجحيم هذا الاعتقال الذي يحول حياة العائلات إلى جحيم لا يطاق وحزن لا يتوقف.
تقول تهاني العويوي"كل مناسباتنا لا قيمة لها بدون وجود زوجي، والعذاب يزداد عندما لا يعرف الأطفال الجدد آباءهم، ويعتبرونهم أشخاص غرباء في حياتهم، فطفلتي جنى لم تتعرف على والدها لعدم مكوثه معها الفترة الكافية، فهي جاءت وهو الأسر، وبعد 42 يوماً تم اعتقاله لغاية الآن".
تشير عائلة الأسير ناصيف إلى أنه قد حصل على ما يسمى بالقرار الجوهري إلا أنهم كباقي عائلات للمعتقلين الإداريين لا يثقون بكل ما يصدر من هذه المحاكم، فحسب قرارهم سيكون الإفراج بتاريخ 25/3/2018، ولكن تتساءل العائلة:من يضمن أن لا يعودوا كما عادوا الفترة السابقة، ونبقى على أعصابنا حتى بعد الإفراج، فتهديد ضباط المخابرات لا يتوقف من خلال الاتصال والمقابلة والاقتحام.