لا زال الاحتلال يمارس سياسة الإجرام بحق الأطفال الأسرى، مناقضاً كل النصوص والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي لحماية حقوق الأطفال القاصرين، وصون حريتهم، وعدم اللجوء للعنف بحقهم، وفى مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل.
مكتب إعلام الأسرى أكد على أن الاحتلال الإسرائيلي يدوس على كل معاني وقيم حقوق الإنسان بإجراءاته القمعية والتعسفية ضد الأسرى الأطفال، ويمارس بحقهم الاعتقال الهمجي والضغط والابتزاز والتعذيب، وفي كل يوم تزداد الشهادات التي يدلى بها هؤلاء الأطفال القاصرين والتي تكشف حقائق جديدة عن ظروف اعتقالهم القاسية وغير الإنسانية، وممارسة الاحتلال لكل أشكال التعذيب بحقهم.
إعلام الأسرى يستعرض شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي والمعاملة السيئة والتنكيل بهم خلال اعتقالهم واستجوابهم في سجن عوفر، ومنهم الأسير فيصل الشاعر(16عاماً)من بلدة تقوع، قضاء بيت لحم.
الأسير الشاعر اعتقل منتصف شهر يناير الماضي بعد مداهمة الاحتلال منزل والده فجراً، وتم تقييد يديه وعصب عينيه واقتياده إلى الجيب العسكري جراً على الأرض، وإلقائه على أرضية الجيب تحت أقدام الجنود، ليضربوه على رأسه وظهر ويشتموه مباشرة، ويتم نقله فيما بعدها إلى مركز توقيف عتصيون، ويتم التحقيق معه.
وقال الأسير الطفل الشاعر بأنه تعرض لإصابة قبل اعتقاله بثلاثة أيام في ساقه اليسرى، وأن المحقق كان يضغط على ساقه المصابة بشكل متعمد من أجل تقديم اعترافات، وقد استمر التحقيق معه مدة 15 يوم، منها 10 أيام تحقيق متواصل، ثم تم نقله بعدها لقسم الأطفال في عوفر.
الأسير الطفل مصطفى البدن (17عاماً) من مدينة بيت لحم، اعتقل كذلك في الرابع من الشهر الماضي الساعة الواحدة والنصف ليلاً، وذلك بعد أن اقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزل عائلته وجرى اقتياده إلى معتقل عتصيون، وفي الطريق قام جنود الاحتلال بالاعتداء عليه بالضرب، وقام أحد الجنود بإغلاق باب الجيب العسكري على ركبته اليمنى، ثم جرى نقله إلى معتقل عسقلان، وهناك خضع للتحقيق مدة 26 يوماً، أُخضع خلالها للتحقيق لفترات طويلة تتجاوز التسع ساعات، تعرض فيها للضرب ولمحاولة خنق من قبل أحد المحققين، ثم تم نقله إلى سجن عوفر لقسم الأطفال.
وأشار الطفل الأسير أحمد الشلالدة(15عاماً) بأنه أصيب بكسر في ساقه اليمنى بعدما تعرض للسقوط أثناء مطاردة جنود الاحتلال له خلال عملية اعتقاله في الرابع والعشرين من يناير الماضي، وقد تم نقله لمستشفى هداسا عين كارم، ومكث فيه لمدة يوم واحد فقط، ثم جرى نقله إلى معتقل عتصيون دون أن يتم تقديم رعاية طبية حقيقية له، ولم يراع الاحتلال إصابته، فحقق معه لأيام قبل أن ينقله لعوفر.
وأكد مكتب إعلام الأسرى بأن 99% من الأطفال الذين اعتقلهم الاحتلال تعرضوا إلى أساليب متعددة من التعذيب والتنكيل والإهانة منذ لحظة اعتقالهم، حيث يبدأ الاحتلال باستخدام الضرب المبرح عليهم، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، واستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، وإبقائهم دون طعام أو شراب لفترة طويلة.
الاحتلال لم يكتف بتصعيد الاعتقالات بحق القاصرين بل ولجأ إلى فرض أحكام قاسية وردعية بحقهم، وصلت إلى ما يزيد عن 15عاماً لبعض الأسرى الأطفال.
يشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن هذه الشهادات وغيرها تُظهر جزء بسيط مما يتعرض له الأطفال الأسرى خلال الاعتقال والتحقيق، مطالباً المؤسسات المعنية بشؤون الأطفال بضرورة إرسال لجان متخصصة للاطلاع على الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين.