خطأٌ طبي، كان هذا التبرير الذي تم تقديمه لعائلة الأسير الحاج علي حسان (48 عاماً) من قلقيلية، والمعتقل منذ العام 2014، حين تم إبلاغهم بأنه أصبح طريح كرسيٍ متحرك، بجسدٍ ثقيل.
زوجة الأسير علي حسان، أم فراس أكدت على أن زوجها كان يتمتع بصحةٍ جيدة حين اعتقل، واختلف الأمر حين تلقى حقنة طبية خاطئة، وفوق كل هذا اعترف الطبيب بخطئه الطبي، والذي يتحمل الأسير علي حسان لوحده عاقبته وآثاره الآن، تقول زوجته"أصبح يحتاج إلى كرسي متحرك، وهذا الأمر أصابنا بالصدمة، فمن صحة إلى شلل وكرسي متحرك".
تضيف الزوجة أم فراس"في كل زيارة تختلط مشاعر الفرح والحزن معاً، فأنا أصمت أمامه وهو بهذه الحالة وانشغل بالتأمل فيه، فهو زوجي وحياتي كلها، ولا أستطيع الحديث كثيراً وأنا أنظر إليه فالزيارة قصيرة، والكلام يشغلني عنه، قدرنا أن يحرمنا الاحتلال الزيارة باستمرار، فأنا يسمح لي بزيارته كل خمسة أشهر مرة واحدة".
في الزيارة الأخيرة، كان زوج الأسيرة أم فراس يستعد لالتقاط صورة معها لكن حين وصل الدور لهم منعه الاحتلال من هذا الحق، فبكل بجاحة قيل لزوجته"لن تلتقطي معه صورة لأن المصور غادر السجن"، زوجة الأسير علي حسان خففت على زوجها هذا التنغيص بقولها" لا تحزن، فهم يتعمدون التنغيص علينا، لكن المهم أنك موجودٌ أمامي".
أسامة، هو أحد ستة أبناء للأسير علي حسان، طالبٌ ذكي، حين يسأله معلموه وزملاؤه عن وظيفة والده، يقول لهم بأنها نادرة لا يستطيع أي شخص أن يقوم بها، ثم يعقب بأنه أسير مناضل في مدافن الأحياء.
يقول نجل الأسير علي حسان"عندما كنت صغيراً كنت لا أعلم ما هو الأسير، فوالدي اعتقل وعمري لم يتجاوز العامين ونصف، وعندما كان يأتي الآباء إلى المدرسة يسألون عن أولادهم كنت أقول لأمي أين أبي؟ فكان الجواب: في العمل، وعندما كبرت علمت أن والدي يعمل في أشرف مهنة في العالم، وهي مهنة النضال والكفاح داخل سجون عنصرية"، أسامة اليوم يدرس في مرحلة الثانوية العامة ويسعى لأن يجعل والده فخوراً به.
براء، هو الطفل الثاني للأسير علي حسان، وقد تحدث لمكتب إعلام الأسرى بكلماتٍ انطلقت سريعاً، وقال"حين اعتقل أبي كان عمري أربعة أشهر، وكنت أظن أن والدي هو عمي ووالدي الذي داخل الأسر هو عمي، وكنت أرفض الدخول إليه لمعانقته".
لا يزال براء يتذكر كيف احتضن عمته هو واخوته قبل فترة حين عادت من زيارة والده، أرادوا أن يشتموا فيها رائحته فقد سمحت لها إدارة السجن بالدخول لاحتضانه والتصوير معه.
رئيس نادي الأسير في قلقيلية، لافي نصورة تحدث قائلاً" جسد الأسير حسان كان بدون أية مشاكل وفجأة أصبح مقعداً مشلولاً، الأسير الحاج علي حسان يعتبر شاهداً على سياسة الإهمال الطبي الخطيرة التي تنال من أجساد الأسرى بقرار من المخابرات الإسرائيلية، والمنفذ يسمى طبيب السجن".