كل فلسطيني أو على الأقل كل مقدسي سمع بملف "عشاق الأقصى" الذي أبعد العديد من الشبان والعاملين لخدمة الأقصى عنه وعن المدينة المقدسة، ولكن دارت آلاف علامات الاستفهام حول التهم التي تلفقها مخبرات الاحتلال لهم.
ملف "عشاق الأقصى" ظهر قبل أشهر عديدة على الساحة الفلسطينية، حيث في أيام قليلة اعتقل الاحتلال أكثر من ستة فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 وبدأ بالتحقيق معهم ومحاولة نزع اعترافات تثبت هوسه الأمني.
يقول المحامي خالد زبارقة لـ مكتب إعلام الأسرى إن عشاق الأقصى هم مجموعة من الفلسطينيين الذين كانوا يدعمون العائلات الفقيرة والمحتاجة في القدس ويقدمون خدمات تطوعية كإصلاح وترميم المساجد والمنازل والغرف الصفية.
ويوضح المحامي بأن هدف الاحتلال من اعتقالهم هو قطع هذا العمل الإنساني الذي يدعم صمود أهالي القدس المحتلة والذي يثبتهم في مواجهة مخططات التهويد التي تستهدف وجودهم بشكل أساسي، فقام باعتقالهم ونقلهم إلى زنازين التحقيق تحت ظروف قاسية وعقد لهم المحاكمات المتتالية التي أثبتت عدم وجود أي دليل على صحة ادعاءات الاحتلال.
وأمضى كل من الدكتور سليمان اغبارية ومصطفى وفواز اغبارية وعمر غريفات ومحمد محاجنة وأحمد جبارين وموسى حمدان قرابة الأربعة أشهر في سجون الاحتلال العام الماضي يتعرضون لمحاكم تلو المحاكم، وبعد الإفراج عنهم تم فرض الإقامة الجبرية عليهم خارج المدن التي يقطنونها أصلا، فاضطروا لمغادرة منازلهم وعائلاتهم والمكوث في مدن أخرى حبيسي المنازل يرتدون الأساور الإلكترونية التي تظهر أي خرق للحبس المنزلي.
ويضيف زبارقة بأن ملف عشاق الأقصى حاول الاحتلال قانونيا أن يجد له أي مخرج وأن يدين هؤلاء المعتقلين تحت هذه التهمة، ولكنه فشل أخيرا وأغلق الملف والقضية وسمح للمعتقلين منزليا بالخروج إلى العالم والعودة إلى مدنهم.
من جانب آخر ما زال الدكتور حكمت نعامنة مدير مؤسسة عمارة الأقصى سابقا حبيس زنازين الاحتلال، حيث يقضي حكما بالسجن لما يقارب العامين على خلفية هذا الملف والذي استغله الاحتلال لإدانته في ملفات أخرى تخص الرباط في المسجد الأقصى المبارك.
وليس من السهل أبدا التعايش مع ادعاءات الاحتلال في هذا الجانب، فالأسرى وخلال اعتقالهم منزليا كانوا لا يرون النور وسط قلق وتوتر أيضاً من أن يتم الحكم عليهم دون أي تهمة.
وتقول عائلة الدكتور سليكان اغبارية أبو أنس لـ مكتب إعلام الأسرى أنه اضطر لإيجاد منزل في مدينة حيفا مبعداً عن مدينته أم الفحم، واضطرت عائلته لترك مشاغلها للمكوث معه، بينما كان يمنع من إجراء الاتصالات واستقبال الزوار أو استخدام شبكة الإنترنت، حيث استمر الحبس المنزلي لستة أشهر.
ويحاول الاحتلال تضييق الخناق على كل من يحاول دعم صمود تالمقدسيين، لأن المعركة بالنسبة له ترتكز على هذا الصمود ولا يمكن ربحها وسط ثباتهم.