لا يزال مشهد تناثر دماغ الشهيد الأسير المحرر أحمد عبد الجابر سليم (24عاماً) من بلدة جيوس، شمال شرق قلقيلية، على الأرض جراء قنصه من قبل جندي احتلالي برصاص متفجر، يشكل صدمة لأهالي جيوس، وأصدقاء الشهيد.
جماهير غفيرة شيعت جثمان الشهيد الأسير المحرر أحمد سليم في موكب جنائزي مهيب بالرغم من اعتراض قوات الاحتلال على نقل الجثمان من قلقيلية إلى جيوس عبر الطريق الرئيس، واضطر أقارب الشهيد إلى الالتفاف في طرق وعرة للوصول إلى مسقط رأسه في جيوس حيث هناك ووري الثرى.
والدة الشهيد المحرر أحمد جابر قالت بقلبٍ حزين ولسانٍ يلهج بالدعاء له"ابني ذهب إلى عرسه اليوم، فهو تمنى الشهادة وربنا منحه إياه، فهو يحب فلسطين، وقد دفع عمره في الأسر ودمه في المواجهات مهراً لفلسطين"، وأضافت وهي في حالة انهاك" الله يرضى عليك يا ابني إلى الجنة إن شاء الله".
أصدقاء الأسير في جامعة القدس المفتوحة تحدثوا عن إقدامه ومشاركته في كل المواجهات منذ القرار الأمريكي بشأن القدس،ضد قوات الاحتلال، يقول الصديق محمد" الشهيد المحرر أحمد جابر كان يحدثنا عن تجربة الأسر لمدة ثلاثة أعوام عام 2013، وكيف كان يمارس الاحتلال كل أنواع العنصرية والقسوة ضد الأسرى، وأن مشاركته في المواجهات واجب وطني لكسر الاحتلال".
بينما قال رئيس نادي الأسير في قلقيلية، لافي نصورة" استهداف الأسير المحرر الشهيد أحمد جابر برصاص متفجر، هو اغتيال مقصود، فالمسافة كانت قريبة، ويمكن للقناص أو الجندي القاتل أن يوجه الإصابة إلى الأطراف، إلا انه أصر على إعدامه في إشارة إلى الانتقام المتعمد، وعن سبق الإصرار والترصد".
يضيف نصورة "المحررون مستهدفون من قبل سلطات الاحتلال بالاعتقال أو التصفية الميدانية، فملفاتهم تبقى متابعة من قبل الاحتلال ومخابراته حتى بعد تحررهم، ويوجد في الاعتقال في هذه الفترة شقيق موقوف للشهيد المحرر أحمد جابر، فالاحتلال يعاقب المحرر ويعاقب عائلته".
وطالب نصورة بضرورة حماية المحررين من التصفية والاغتيال وإعادة الاعتقال والتي تتكرر يومياً في كافة المحافظات الفلسطينية، في حين استعرض رئيس بلدية جيوس غسان حرامي عملية الانتقام من الشهيد المحرر أحمد سليم قائلاً"إجرام الاحتلال لا يتوقف بحق المدنيين، فقبل أشهر تم استهداف طفل برصاص حي واعتقل وهو مصاب، واليوم يتم استهدف محرر من الأسر برصاص فتاك في منطقة الرأس بدون شفقة أو رحمة، وبهدف القتل وهذا مؤشر خطير على استهداف المدنيين العزل الذين ينتفضون سلمياً من أجل قدسهم ووطنهم، فهم لا يملكون سلاح يهددون فيه الجنود".