لا يستسلم الأسرى لقرارات المحاكم الصهيونية التي تصدر أحكاماً بالسجن المؤبد المكرر عدة مرات، فهم يعتبرون هذه الأحكام فقاعات لا قيمة لها على أرض الواقع، ويمارسون حياتهم داخل الأسر في الإعداد لمرحلة ما بعد الحرية.
الأسير شادي غالب أبو شخدم (37عاماً) من مدينة الخليل، تمكن من اجتياز مرحلة الثانوية العامة قبل اعتقاله، وحال الأسر دون مواصلة تعليمه، إلا أنه استطاع أن ينتزع حقه في التعليم والالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، من داخل الأسر.
الأسير أبو شخدم تمكن أيضاً من تأليف كتابٍ يتحدث عن ثورات الربيع العربي، إضافةً إلى إعداد الخطب للأسرى، وإتقان اللغة العبرية والانكليزية بالرغم من حكم المؤبد المكرر 16 مرة.
مكتب إعلام الأسرى تحدث مع والدة الأسير أبو شخدم، للوقوف على سلسلة نجاحاته رغم قيد السجن.
30 عيداً
تقول والدة الأسير شادي أبو شخدم لمكتب إعلام الأسرى" كان ألم الفراق موجعاً للغاية، فعند سماعي لكلمة شادي، تنهمر الدموع حزناً على فراقه، فقد أمضى في الأسر 15 عاماً، غاب فيها عنا 30 عيداً، وهذا جعلني في حالة حزنٍ دائمة".
الوالدة المكلومة وصفت لمكتب إعلام الأسرى طباع ابها وسلوكياته، تقول" شادي كتلة من الطاقة المتقدة، فقبل الاعتقال كان يعشق الصحافة والتقارير الصحفية، وقد أنجز الكثير منها، وبعدها انتقل إلى التجارة، حتى اختطفه الاحتلال بتاريخ 1342002، وأصدر بحقه حكماً يقضي بالسجن المؤبد، وذلك بعد فترة تحقيق طويلة، عانى فيها صنوف العذاب، وانتقم الاحتلال منه لانخراطه في أعمال المقاومة".
تضيف أم شادي" عندما اعتقل ابني الأسير شادي كان له أشقاء وشقيقات في عمر الزهور، وبعد 15 عاماً كبروا وتزوجوا وأنجبوا وشادي خلف القضبان، وعندما أنظر إلى أحفادي الذين ولدوا وشادي ليس بيننا اعتصر ألماً، فهو تعرف عليهم من خلال الصور، والزيارة له ليست منتظمة".
الاحتلال انتقم من عائلة الأسير أبو شخدم، بهدم منزلهم ومنعهم من حق الزيارة مدةً تزيد عن العام.
إضراب الأسرى
وعن مشاركته في إضراب الكرامة الأخير، أوضحت أم شادي" شارك ابني في الإضراب الأخير، إضراب الكرامة، رغم حالته الصحية، ورغم وجود فتك في صرته وحصوة في الحالب وتدهور حالته الصحية أثناء الإضراب ونقله إلى المستشفى، فقد رفض أن يتوقف عن معركة الإضراب، ووقف شامخاً نبراساً يتحدى مصلحة السجون، حتى انتصر الأسرى في إضرابهم".
تختم الوالدة أم شادي حديثها قائلة" لا يعرف مرارة الأسر إلا الأسير وعائلته، ففي عرس ابنتي الأخير لم أستطع أن أفرح، وتذكرت شادي ونقله للمستشفى، وأنا أتجرع ألم الفراق كل يوم".