مضت أربع شهورٍ على صدور حكمٍ فعليٍ بحق الأسيرة ملك يوسف سلمان (17عاماً) من بلدة بيت صفافا، قضاء مدينة القدس، ورغم هذا الوقت الطويل، لم تتوقف والدتها فاتنة سلمان عن التفكير والبكاء، حين تتذكر أن طفلتها ستقضي مدة 10 سنوات بعيدة عنها.
مكتب إعلام الأسرى، التقى مع والدة الأسيرة ملك سلمان، للتحدث حول تفاصيل الحكم والغياب، تقول والدة الأسيرة ملك" كان يوم صدور الحكم بحق ابنتي أتعس يومٍ مر على حياتي، فمنذ صدور الحكم، أصبح البكاء طقساً يومياً علي اجتيازه".
نجاةٌ من الموت
توضح فاتنة سلمان، والدة الأسيرة ملك، لمكتب إعلام الأسرى، بأن قرار الاحتلال بسجن ابنتها الطفلة، مدة عشر سنوات، حوّل حياة عائلتها إلى جحيم، تقول" داخل المنزل نتذكر ملك في كل لحظة، ونعتبر يوم زيارتها هو يوم عيدٍ بالنسبة لنا".
تصف فاتنة سلمان، لحظة اعتقال ابنتها، فتقول" اعتقلها الاحتلال عند باب العامود، في التاسع من شهر شباط لعام 2016، ولولا لطف الله وقدره لكانت ابنتي ملك في عداد لشهداء".
توضح فاتنة سلمان " الجندي أشهرَ سلاحه وحاول إطلاق النار اتجاه ملك، إلا أن سلاحه لم يعمل، فاضطر إلى إلقائه على الأرض وتقييدها، وانهال الجنود عليها بالضرب، وحطموا جهاز التقويم المركب على أسنانها".
الثانوية العامة
تنشغل والدة الأسيرة في هذه الأيام بتجهيز أوراق التسجيل لابنتها الأسيرة ملك، من أجل تقديم امتحان الثانوية العامة، داخل السجن، فهي اختطفت وهي على مقاعد الدراسة، فقد كانت بصدد انهاء الصف العاشر.
بمقدور الأسيرة ملك سلمان مطلع العام القادم، التحضير لتقديم امتحان الثانوية العامة، فلا يزال لديها بقية من أمل، وهي لم تستسلم بعد للسجن وعذاباته، كما تؤكد والدتها فاتنة سلمان.
والدة الأسيرة ملك سلمان، تصف لمكتب إعلام الأسرى طبيعة الحياة التي تقضيها ابنتها داخل الأسر، تقول" بعد إضراب الأسرى الأخير انقلبت معاملة مصلحة إدارة السجون إلى الأسوأ، فإحدى السجّانات تعمد إلى معاملة الأسيرات القاصرات معاملة قاسية".
تضيف والدة الأسيرة ملك " تعامل الأسيرات بشكلٍ عنصري لا يمكن وصفه، وتخاطبهن السجانات بألفاظ نابية تخدش الحياء والكرامة، حيث يتم استغلال صغر أعمارهن".
والدة الأسيرة ملك سلمان أكدت أن الأسيرات القاصرات حين يتجاوزنَّ عمر الثامنة عشرة يتم نقلهن إلى قسم الأسيرات الكبار.
حين تزور فاتنة سلمان طفلتها داخل الأسر، تلاحظ كما باقي أمهات الأسيرات القاصرات أنها تحاول إخفاء معاناتها، وما تشهده من عنصرية في المعاملة داخل الأسر، تقول أم ملك" فقط عندما تتحرر أي أسيرة من السجون تتكشف خبايا الأسر المؤلمة والمعاملة السيئة، والحياة القاسية، بحق الأسيرات، حينها نعلم فقط عن انتزاع حقوقهنَّ ومعاملتهنَّ معاملة لا تليق ببني البشر، فالأسيرات يعشن أوضاع قاسية، وعذابات مؤلمة".
أمل بالحرية
ترى الوالدة، أن الأمل بقرب حرية ابنتها قد زاد، خاصة عقب الاستئناف الذي تم تقديمه من أجل تخفيض حكم الأسير أحمد مناصرة.
تقول أم ملك" بعد تخفيض الحكم بحق الطفل الأسير أحمد مناصرة، زاد لدينا الأمل في تقديم استئناف على الحكم الصادر بحق ابنتي ملك، وبالرغم من التكاليف الباهظة لعملية الاستئناف إلا أننا لن نتردد كعائلة عن تكرار محاولة الاستئناف".
تختم أم ملك حديثها، لمكتب إعلام الأسرى بالتأكيد على أنه وقبل إصدار الحكم القاسي بحق ابنتها، قام ما يسمى بضابط السلوك، بكتابة تقرير إيجابي بحقها إلا أن قضاة المحكمة رفضوا التقرير، وأصروا على إصدار حكم يفوق الخيال بحق ملك، من خلال إدانتها بمحاولة قتل جندي مدجج بالسلاح، وإصدار حكم مدته عشر سنوات زوراً بحقها.