مع بدء العام الدراسي الجديد، هناك شجرةٌ في ساحة المدرسة، ستفتقد طالبةً مجتهدة، هناك صديقاتٌ أربعة ستصطف إحداهن وحيدةً في الطابور، وهناك مقعدٌ دراسيٌ فارغ ستبحر فيه مدرسة الصف قبل أن تبدأ الحصة الدراسية الأولى.
الأسيرة منار الشويكي (16عاماً) من مدينة القدس، طالبة مدرسية لن تلتحق هذا العام بالصفوف المدرسية، بسبب ست سنوات صدرت بحقها تقضي بالسجن الفعلي، وتقضيها الآن في سجن هشارون، دون مراعاة لسنها ولطفولتها المختطفة.
والد الأسيرة منار الشويكي، مجدي الشويكي، لم يكن يعلم أن تهديد المخابرات له بالانتقام من ابنته إما بالاعتقال الطويل أو الإعدام سيكون جدياً.
الاعتقال الأول
يقول والد الأسيرة منار، مجدي الشويكي في حديثٍ خاص لمكتب إعلام الأسرى" الاعتقال الأول لابنتي منار كان لفترة قصيرة بتهمة تهديد المستوطنين، وخلال الاعتقال الأول الذي استمر عدة أيام لم تثبت التهم الموجهة بحق ابنتي منار، وعند الإفراج عنها، هددني ضابط المخابرات أن منار ستعود للسجن ولفترة طويلة.
والد الأسيرة منار شويكي اعتبر تهديد ضابط المخابرات مجرد فقاعات وستزول بسرعة، إلا أن التهديد كان جدياً ومخططٌ له بإحكام، فأثناء عودة منار من مدرستها التابعة لوكالة الغوث في البلدة القديمة، اعترضتها قوة من جنود الاحتلال، وتم اتهامها بتهم باطلة تتضمن حيازتها سكين، وصدر القرار القاسي بسجنها ست سنوات بتهم باطلة.
قلوبنا أُدميت
يقول والد الأسيرة منار" كان دافع الاحتلال من وراء هذا العمل، مجرد الانتقام من العائلة، منار كانت الضحية".
يضيف والد الأسيرة منار الشويكي" كانت ابنتي متفوقة في دراستها، فقد كانت في الصف العاشر، وقد تمكنت من إكمال تعليمها في الصف الحادي عشر، داخل الأسر، وهي الآن تستعد لاجتياز مرحلة الثانوية العامة، فسنوات الأسر الطويلة لن تنال من منار ومن العائلة".
يصف الوالد الشويكي، زيارة ابنته، لمكتب إعلام الأسرى فيقول" زيارة منار لها تأثير لا يوصف، فابنتي القاصر خلف ألواح زجاجية تحرمها طفولتها بقرار من قضاة محكمة عنصريين، لم يخجلوا أن يحاكموا طفولة بريئة بحجة تشكيل خطر على مستوطنين وأفراد شرطة مدججين بالسلاح".
خلال الزيارة يشاهد والد الأسيرة منار الشويكي مدى الظلم الواقع على ابنته من أقدم احتلال في العالم يحاكم الطفولة بسنوات اعتقال يكون الحكم فيها ثلث عمر الطفلة، وفي بعض الأحيان يكون الحكم أكثر من نصف عمر الأسيرة، كما حدث مع عدة أسيرات من القدس".
عندما ينظر الأب شويكي إلى أولاده وبناته ومنار ليست بينهم، ينخلع قلبه، فالاحتلال أدمى قلب عائلتها، فما زالت تنزف على غياب منار الطفلة، والعائلة تشكو جراحها إلى الله فهو الأعلم بالحال .