من العراق، بكل ما تحمله من قصصٍ مؤلمة، إلى وطن يحمل أضعافاً مضاعفة من الأسى والأوجاع، خطى الأسير مهند علي سلامة (27عاماً) سكان مدينة جنين، أولى خطواته نحو النضال، وطرق استرداد الوطن والكرامة.
25 عاماً، هو الحكم الذي صدر بحق الأسير سلامة، بتهمة مقاومته للاحتلال، وقد قضى منها حتى هذا اليوم 11 عاماً .
22عيداً
تروي والدة الأسير سلامة، خطوات حياة ابنها اليسيرة خارج حدود الزنازين والمعتقلات، وتتحدث لمكتب إعلام الأسرى حول تجربته النضالية فتقول" أنجبت ابني إلى هذه الحياة، رفقة أربعة بنات، وكتب له القدر أن يعيش الأسر دفاعاً عن فلسطين ومقدساتها".
22 عيداً، مرت على والدة الأسير سلامة، أحصتها وحفظتها، كما تحفظ أمهات الأسرى رزماً من الأرقام والأسى، تقول" 22 عيداً فتحت الأوجاع في جروحنا، في كل مناسبة يزداد الألم، وتبدأ أطيافٌ من الذكريات تتدفق إلى حياتنا، فوجع غيابه كان قاسياً، ولكن أملنا بالله أن يكون معنا في الأيام القادمة".
تفاصيل العودة
تروي أم مهند تفاصيل العودة إلى فلسطين، فتقول" بعد عودتنا من العراق عام 1994م ، بدأت رحلة مقارعة الاحتلال، فابني الأسير مهند يعشق فلسطين بكل مكوناتها لذا كان يرى أن دفاعه عن أرضه جهاد مقدس".
بتاريخ 11112017م ، اعتقل الاحتلال عند حاجز زعترة الأسير مهند أثناء عودته إلى قرية برقين، وتم نقله إلى التحقيق فوراً، وصدر بحقه حكمٌ جائرٌ يقضي بالسجن مدة 25 عاماً، علماً أنه كان قاصراً بعمر 18 عاماً آنذاك.
مهند يعتبر من جملة الأسرى الذين يعتقلهم الاحتلال قاصرين، ويخرجون كُهلاً، فأحكام السجن العالية تعتبر إعداماً بطيئاً للأسير، تقول والدة الأسير مهند" ابني قبل اعتقاله كان يحلم بمواصلة دراسته الجامعية بعد نجاحه في امتحان التوجيهي".
تصف الوالدة أم مهند قرار الحكم الصادر بحق ابنها بالصادم، فهي حتى هذا اليوم لم تتأقلم مع هذا الحكم، فلم يخطر ببال عائلته يوماً أن يكون حكمه تعسفياً حسب توصية المخابرات الصهيونية.
اعتادت أم مهند أن تتجه صوب السجن، لإعطاء ابنها جرعة من الحياة، كل فترة، منذ ساعات الفجر تسافر صوب السجن، لتعود إلى بيتها منهكة من طول الرحلة والتفتيش المستمر حتى اللحظة الأخيرة.
تقول أم مهند" أواجه معاناةً كبيرة عند الزيارة، فلا مصافحة ولا عناق ولا صوت واضح فالتشويش متعمد، حتى لا ينعم الأسير مع عائلته بلحظات لقاء صافٍ من إجراءات الاحتلال الأمنية، وبقية أفراد العائلة محرومين من الزيارة، وشقيقه محمد يزوره كل عام بسبب الحظر الأمني".
حتى هذا اليوم، حين تسمع أم مهند لفظ اسمه، تبدأ بالبكاء لساعاتٍ طويلة، كما وتتجرع أشد أنواع الأسى حين تعلم عن أخبار الأسرى داخل السجون وما يعانونه.