لا يزال الملف السري، الطريقة الأكثر ألماً، والتي يستخدمها الاحتلال لاختطاف أعمار الشعب الفلسطيني، فبذريعة وجود ملفٍ سري، يعتقل الاحتلال الصهيوني، أربع أسيراتٍ في سجونه، أسيراتٍ لا يملكن حداً نهائياً من الانتظار، وحين تسأل عائلاتهن عن أسباب اعتقالهن، يقال لهن بأنها معلومات سرية.
مكتب إعلام الأسرى التقى مع عائلة إحدى الأسيرات اللواتي يصارعن الملف السري، وهي الأسيرة أفنان أحمد أبو هنية(21عاماً) من بلدة عناتا، قضاء مدينة القدس، وعرض في حوارٍ خاص مع والدها تفاصيل الاعتقال والانتظار المتجدد.
في ذاكرة والد الأسيرة أفنان، الحاج يوسف أبو هنية (55عاماً) لا تزال تفاصيل الاستدعاء والاعتقال واقتحام البيت موجودة، فهو يؤكد لمكتب إعلام الأسرى بأن ضباط المخابرات اقتحموا حياته ومنزله وخطفوا ابنته.
لحظات الاعتقال
يقول والد الأسيرة أبو هنية، واصفاً لحظات الاعتقال" في منتصف شهر رمضان المنصرم، تلقيت اتصالاً من ضابط المخابرات في منطقة عناتا، وطلب مني ومن ابنتي أفنان الحضور إلى منطقة الحاجز العسكري، الذي يفصل القدس عن أراضي الضفة الغربية".
يضيف أبو هنية " ذهبت أنا وابنتي أفنان إلى الحاجز، وكان ضابط المخابرات بانتظارنا، وبدأ التحقيق معي على انفراد حتى ساعة متأخرة، ثم طلبوا مني أن أغادر دون أفنان، وأخبروني ان التحقيق مستمرٌ معها، وسيتم الإفراج عنها لاحقاً".
والد الأسيرة أفنان، رفض آنذاك أن يغادر دون ابنته، غير أنهم أجبروه بالقوة، وعقب أسبوع واحد، تلق الأب اتصالاً من أحد المحققين يطالبه بالحضور، ولدى وصوله، قام بتوقيع أوراق الحبس المنزلي الخاص بابنته وأوراق تفيد بإلغاء التصريح الذي بحوزتها، وفعل مرغماً.
سجنٌ منزلي
يشير والد الأسيرة أفنان، إلى أنهما عادا إلى المنزل، وأصبحت أفنان معتقلة داخله بقرار من قاضي المحكمة وتوصية من المخابرات.
الاحتلال لم يمهل الأسيرة أفنان رهن الحبس المنزلي، وقتاً طويلاً، حتى أعاد اعتقالها، يقول والدها" في ليلة عيد الفطر، صدمنا بقوات كبيرة ومجندات ترافق الجنود، اقتحموا المنزل ومعهم أمر اعتقال لابنتي أفنان".
والد الأسيرة أفنان أكد لضابط المخابرات بأن ابنته رهينة الحبس المنزلي، وتم الإفراج عنها قبل مدة قصيرة بشرط تحقيق هذا الشرط، غير أن الضابط لم يعبأ بقوله.
طلب الضابط من المجندات تحضير الأسيرة أفنان لأجل الاعتقال، وعند ذلك شعر والدها بدوار وانهيار عام في جسده.
يقول والد الأسيرة أفنان، واصفاً لحظة اختطاف ابنته من بيتها" شعرت كأن زلزالاً أصابني، حين اعتقلوا أفنان، فقد اعتقلوا حياتي برفقتها، هي الوحيدة التي تقوم على رعايتي، ومنذ اعتقالها وحتى الآن، لم يسمحوا لنا بزيارتها أو الاتصال معها، ورغم تواصلنا مع الجهات المختصة بشؤون الأسرى لإعطائنا الفرصة لرؤيتها إلا أن ذلك لم يحدث".
الأسيرة أفنان حين جرى اعتقالها، كانت تكابد حالةً نفسية محزنة، فقد أكد والدها أن ضابط المخابرات بنفسه استغرب وضعها، يقول الحاج أبو هنية" الاحتلال لا يرحم، يعمل على قتل أرواحنا قبل أجسادنا".
الملف السري
يؤكد الحاج أبو هنية، لمكتب إعلام الأسرى، بأن يوم المحكمة، كان آخر يوم يرى فيه ابنته، يقول" قلت للقاضي، كيف تحكمون على ابنتي بالسجن مدة ثلاثة أشهر، في الاعتقال الإداري، دون تهمة، وبذريعة الملف السري، فرد قائلاً: هذا عمل المخابرات، وقد تكون شاركت كتابات على موقع الفيسبوك".
يأمل والد الأسيرة أفنان أن يكون تاريخ 25/9/2017، تاريخ الإفراج عن ابنته، حين انتهاء مدة الاعتقال الإداري، يقول" أخشى من تمديد الاعتقال بحقها، فغالبية الأسرى الإداريين يعانون تمديد اعتقالهم".
يختم والد الأسير أفنان حديثه بالتأكيد على أن طفلته هي وجعه ووجع كافة أفراد عائلتها، فهي كانت تضفي جواً لطيفاً على حياتهم، ويحتاجها والدها الذي أصبح يستخدم عكازات عقب تعرضه لحادث سير، كي تكون عوناً له في آلامه.
بشبهة وجود ملف سري عنصري، ولمعلومات لا قيمة لها، تعيش عائلة الأسيرة أفنان أوقاتاً صعبة، منذ شهر رمضان، ويستمر الاحتلال بتدمير حياتهم، باعتقالها إدارياً دون مبررات.