يواصل الاحتلال الصهيوني ممارسة سياسة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى في السجون، ويهدف من وراء الحرب الصحية التي يشنها على الأسرى إلى كسر إرادتهم وتدمير الأسير الإنسان قبل أن يخرج حراً من سجنه.
الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى أدى إلى استشهاد العشرات منهم، بينما لا يزال هناك أكثر من 1200أسير مريض يعانون أمراضاً مختلفة، من بينها حالاتٍ خطيرة تعاني أمراضاً كالكلى والسرطان والسكر والقلب والشلل.
كما أن هناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية، وهناك عدد من الجرحى والمصابين الذين يعانون من البتر في أحد أيديهم أو أقدامهم أو أرجلهم، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.
شهادات أسرى مرضى
مكتب إعلام الأسرى نقل العديد من الشهادات لأسرى مرضى تؤكد استمرار جريمة الإهمال الطبي بحقهم، حيث أن عيادات السجون والمعتقلات الصهيونية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية والأدوية الطبية اللازمة، والأطباء المختصين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المختلفة.
الأسير علي فهمي دعنا، من سكان القدس، والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 20 سنة، قال أنه يعاني من مرض الشقيقة التي أثرت على الشبكة العصبية له، كما يعاني من مشاكل بالأمعاء منذ خمس سنوات، ولا تزال إدارة السجن تماطل في تقديم العلاج المناسب له، إضافة إلى معاناته من فتاق، وانزلاق غضروفي منذ 3 سنوات، ويرفض الاحتلال السماح بإدخال طبيب أعصاب خاص من أجل فحصه وإجراء العلاج اللازم له.
كما ويعانى الأسير محمد براش، المحكوم بالمؤبد والذي يقبع في مستشفى الرملة من مشاكل صحية عديدة منها بتر قدمه اليسرى، واستخدامه طرفاً اصطناعياً، ولا يستطيع الرؤية بشكل جيد، كما ويعانى من ضعف السمع، وقد تقرر إجراء عملية تنظيف لقدمه اليسرى المبتورة من الشظايا المتبقية فيها كونها تسبب قروح والتهابات، إضافة إلى إصابة الطرف بالتلف، ونتج عن ذلك تعرضه لالتهابات في العظم، مما يؤدي إلى تقرحات ونزول الدم.
كما ويحتاج الأسير براش إلى تركيب طرف اصطناعي الكتروني جديد، كما أنه بحاجة إلى تركيب قرنية للعين؛ بسبب معاناته من ضعف النظر، ويماطل الاحتلال منذ سنوات في تقدم العلاج اللازم له.
كذلك يعاني الأسير نصر محمد أبو حميد، من سكان الأمعري، والمحكوم بالسجن المؤبد ويقبع في سجن عسقلان، من مشكلة صحية بأعلى الركبة بالرجل اليمنى، حيث أصبح لا يشعر بها، إضافة إلى أنه يعاني من انتفاخ في القدم، وأبلغه طبيب العيادة في السجن بأنه من الممكن أن تكون هذه المشكلة بالقلب أو الكلى، ورغم ذلك لم يتخذ الإجراءات اللازمة لمنع تدهور حالته الصحية.
الأسير مقداد محمد الحيح، من مدينة الخليل والمحكوم بالسجن لمدة 16 عاماً ونصف، يعاني من الإصابة برصاصة في مجمع الأعصاب في الجهة اليمنى من الوجه، وفقد السمع في هذه الجهة، ولا يتلقى إثر ذلك أدوية سوى المسكنات، والتي تؤدي إلى تخديره وإبقائه نائماً أو فاقداً الوعي، و يعاني أيضاً من خدر في الجهة اليسرى من الجسم.
الأسير الحيح يطالب أن يتم إدخال طبيب أعصاب إليه، من أجل الاطلاع على وضعه الصحي؛ بسبب الإهمال الطبي المتعمد، وعدم المتابعة من قبل إدارة السجن، ولا يزال الاحتلال يماطل في تحقيق هذا المطلب.
مكتب إعلام الأسرى يؤكد بأن إداراة سجون الاحتلال تنتهك الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه (تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، والغرض منها بصورة خاصة مراقبة الحالة الصحية العامة، والنظافة، وكذلك اكتشاف الأمراض المعدية، ويتضمن الفحص بوجه خاص مراجعة وزن كل شخص معتقل، وفحصاً بالتصوير بالأشعة مرة واحدة على الأقل سنوياً).
ويشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن هناك العشرات من الأسرى الذين أجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة، وترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات، ولا زالت تعالجهم بالمسكنات.
وفي ذات السياق، يطالب مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الدولية السعي الجاد من أجل إغلاق مستشفى الرملة، و تقديم رعاية طبية حقيقية للأسرى المرضى قبل فوات الآوان.