لا تزال طفولة الأسيرة البريئة مرح لؤي جعيدي (15عاماً)من قلقيلية، تضيع تدريجياً، تختبأ خلف تجارب تخوضها الأسيرة الطفلة قسراً، تضيع ما بين مكانٍ وجدت نفسها فيه فجأةً، وأصبح عليها أن تعتمد على خبرتها الطفيفة في الحياة، هربت طفولتها منها حين وضع الاحتلال ما بينها وما بين عائلتها حاجزاً زجاجياً أثناء الزيارة، ولمحت وهي البريئة في عيونهم العجز عن فعل أي شيءٍ لها.
في سجن هشارون تتواجد مرح بصورةٍ مؤقتة، تنتقل ما بينه وما بين البوسطة والمحاكم، تتجرع مرارة ألم الجلوس داخل البوسطة والاختناق بهوائها الملوث ومناظر المحاكم التي تتجاوز طفولتها.
عذابات البوسطة
يصف والد الأسيرة الطفلة مرح مرارة الحياة التي تعيشها طفلته لمكتب إعلام الأسرى، فيقول" ابنتي مرح، طالبة في الصف العاشر، وقد تم اعتقالها في التاسع والعشرين من شباط بداية هذا العام، وذلك أثناء سفرها إلى بيت خالتها في مدينة نابلس.
الاحتلال أوقف المركبة العمومية التي كانت الطفلة الأسيرة مرح تستقلها، وبتهمة نيتها تنفيذ عملية طعن أقدم على اعتقالها.
يضيف والد الأسيرة جعيدي لمكتب إعلام الأسرى" تمكنت أنا ووالدتها من زيارتها مرتين منذ اعتقالها، وخلال زيارتنا اشتكت مرح من عذاب البوسطة والتنقلات ما بين السجن والمحكمة العسكرية كثيراً، وكذلك من النوم في المعابر التي لا تصلح للحياة الآدمية، فهي مليئة بالحشرات وقذرة ولا مرافق فيها".
14 محاكمة
الأسيرة مرح الجعيدي، خاضت غمار تجربة 14 محاكمة مؤجلة، بما في ذلك التنقلات السيئة التي يصفها الأسرى الرجال الأشداء بالصعبة، فكيف هو وقعها على الأسيرة الطفلة.
وحول لائحة الاتهام، أكد والد الأسيرة مرح الجعيدي على أن قاضي محكمة سالم العسركية، وافق على قرار الإفراج عنها بشرط دفع غرامة مالية نقدية وقدرها 20ألف شيقل، إضافة إلى أن يقوم خمس أشخاص بكفالتها بمبلغ نقدي وقدره 15 ألف شيقل لكلٍ منهم.
النيابة العامة رفضت هذا التوجه، وأصرت على مواصلة اعتقال الطفلة الأسيرة مرح وإصدار حكم فعلي بحقها.
مشهد الزيارة
والد الأسيرة جعيدي أكد على أنه لا يستطيع وصف مشهد زيارة ابنته داخل السجون، يقول" لم أصدق يوماً أنني سأقف في مثل هذا الموقف مع ابنتي الطفلة مرح، أن تكون هي خلف القضبان، وأزورها أنا داخل السجن في قاعة يفصل بيننا فيها بألواح زجاجية، ونتحدث عبر الهاتف المراقب، بالنسبة لي كانت مأساة بحق ومشهد يحطم القلب، ولم يفارق مخيلتي يوماً".
رغم ألم مشهد الزيارة الذي وصفه والد الأسيرة مرح الجعيدي، إلا أنها حققت إنجازات تفخر عائلتها بها، يقول والدها" مرح تعيش لحظات التفوق داخل الأسر، فقد حصلت على معدل 93% عقب انخراطها في عدة دورات مختصة للأسيرات".
الأسر حسب تأكيد والد الأسيرة الجعيدي لم يعق تفوقها ونجاحها واهتمامها بالدراسة، فهي تجاوزت محنة الأسر والاعتقال وبادرت بصناعة النجاح في ظروف قاسية تعيشها الأسيرات في سجن هشارون، وتمتلك إرادة قوية، قادرة على أن تغيض الاحتلال بتفوقها رغم مرارة الأسر.