تختلف فرحة إبن الأسير الخريج في كل مرةٍ من هذا العام عن باقي أقرانه، تتشابه آلامهم وتتعدد قصص أوجاعهم كأنها تتدفق تباعاً في كل سنة، ففي مثل هذا الوقت من كل عام تحتفل الجامعات الفلسطينية بتخريج آلاف الطلاب في احتفالات مهيبة، تشارك فيها عائلاتهم كأنها أعراسٌ جماعية.
وهناك في قلب الاحتفالات عيونٌ تبحث عن غائب في أكوام الأهالي الذين حضروا لمشاركة أولادهم الفرحة، الغصة ترافق قلوبهم خلال الاحتفال، فقد كان على أحدهم أن يكون موجوداً وأن يلتمسوا منه نظرة الفخر التي تسد مسد كل ثناء وأي نوعٍ كان من التهاني والمباركة.
يقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لمكتب إعلام الأسرى، حول هذه الاحتفالات" فرحة التخرج لأبناء الأسرى، تحمل رسالة النجاح للأسرى أنفسهم في سجون الاحتلال، فعلى الرغم من أن الأسير يكون في حالة غياب قسري داخل الأسر، إلا أن المشهد له أبعادٌ مهمة، منها فشل الاحتلال في إحباط عائلة الأسير باعتقاله وقنص أحلامهم".
نيشان شرف
الطالبة المتفوقة المقدسية تسنيم عبيد، ابنة الأسير المقدسي أحمد محمد عبيد، من قرية العيسوية والقابع في الأسر منذ 13عاماً، تحمل اليوم على جبينها نيشان شرفٍ وعزٍ وهي تهدي نجاحها الباهر لوالدها الصابر داخل قلاع الأسر.
أحمد الذي اعتقلته سلطات الاحتلال بتاريخ 22/9/2004 وأدين بالانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، وأصدرت بحقه المحكمة حكماً يقضي بالسجن المؤبد سبع مرات.
قصة الاعتقال
الأسير أحمد عبيد، ترك خلفه خمسة أطفال صغار(محمد وأنس وتسنيم ومحمود وأسماء) وزوجة صابرة، فعاش ظلمات الأسر بكل صبر و ثبات.
كبر أبناؤه واعتقل الاحتلال منهم محمد وأنس وأدانهما بالانتماء لشباب المساجد، وكانت مشيئة الله بأن يلتقي أحمد بابنيه داخل سجن ريمون، فعاش معهما عدة أشهر وتعرف عليهما من جديد.
اعتقال أنس ومحمد لم يكن كافياً للاحتلال، فقد اعتقل زوجة الأسير عبيد، وحقق معها حول عدة تهم، ورغم هذا الكم من المحن التي مرت بها أسرة الأسير أحمد إلا أن الإصرار على تحقيق النجاح المميز كان العنوان، وذلك بعد التوكل على الله دائما وأبداً.
تسنيم، ابنة الأسير عبيد تخرجت من جامعة بيرزيت، تخصص علاج نطق و سمع، وبتقدير امتياز، وكان حلمها الكبير بأن يكون والدها معها على منصة الشرف، ليحتفي معها بهذا الإنجاز الرائع، إلا أن ظلم السجان حال دون ذلك.