الأسير الشيخ جمال محمد الطويل (62 عامًا) من مدينة البيرة – رام الله، يحصل أحيانًا على لمحات من الحرية، لكنه يعود سريعًا ليواجه اعتقالات الاحتلال المتكررة التي تهدف لإخفاء الشخصيات المؤثرة في المجتمع وتفريغ الحاضنة الشعبية من أبرز المتحدثين والداعمين لها.
تجمع سنوات اعتقال الشيخ جمال الطويل ما يزيد على 18 عامًا، لم تُسلب منه فقط، بل شملت تأثيرها عائلته وأمانه الشخصي، وطالت الاعتداءات زوجته وابنته، إلى جانب اقتحامات المنزل المتكررة في كل اعتقال.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى نقلاً عن زوجته أن هيئة شؤون الأسرى أبلغت العائلة بأن الشيخ جمال الطويل تعرض في اعتقاله الحالي لقمع وضرب ممنهج، ورش بغاز الفلفل في معسكر "جلعاد" في سجن عوفر، بسبب رفضه قول كلمة شكر بالعبرية ("תודה").
في الآونة الأخيرة، تصاعدت أساليب الاعتداء النفسي والجسدي بحق الأسرى داخل السجون ومراكز التحقيق، حيث يهدف الاحتلال إلى خطف كرامة الأسير، السلاح الوحيد المتبقي له لمقاومة الانتهاكات، وهو ما حدث مع الشيخ جمال الطويل.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ الطويل للضرب والقمع؛ ففي اعتقاله السابق ونيله الحرية ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، طلب منه الجنود ترديد عبارة بالعبرية، وعندما رفض، انهالوا عليه بالضرب وكسروا أحد أضلاعه، ما استدعى نقله إلى مستشفى رام الله الاستشاري نتيجة الهزال الشديد وتأثر صحته، بما في ذلك سعال جاف استمر لفترة.
في 27 أكتوبر 2025، أعاد الاحتلال اعتقال الشيخ جمال الطويل، وتعرض خلال ذلك اثنان من أبنائه للاعتداء والتقييد، رغم أنه لم يمضِ وقت طويل على تحرره في يناير من نفس العام، بعد قضائه 15 شهرًا في الاعتقال، حيث ظهرت عليه علامات الهزال وفقدان الوزن نتيجة ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتجويع.
يستهدف الاحتلال الشيخ جمال الطويل من خلال الاعتقالات الدوارة منذ عام 1989. وهو أحد قيادات حركة المقاومة في رام الله، وحاصل على درجة بكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أبو ديس. معظم فترات اعتقاله كانت ضمن ملف الاعتقال الإداري المتجدد، وحتى اليوم، لا تعرف العائلة أخبارًا جديدة عنه سوى ما يصلهم من هيئة شؤون الأسرى.