أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأسير بهيج محمد محمود بدر (50 عامًا) من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، يواصل عامه الحادي والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، محكومًا بالسجن المؤبد 18 مرة، في ظل ظروفٍ إنسانية وصحية قاسية، وانقطاعٍ تامٍ عن العالم الخارجي منذ اندلاع الحرب على غزة.
وأوضح المكتب أن الأسير بدر لا يعلم حتى هذه اللحظة أن شقيقه الأسير المحرر باهر بدر – المحكوم بالسجن المؤبد 12 مرة – قد نال حريته ضمن صفقة طوفان الأحرار الثالثة، إذ تُمنع عنه الأخبار والتواصل بشكلٍ كامل، ويُحرم من زيارة المحامين منذ أشهر طويلة، ضمن سياسة العزل والتنكيل التي تنتهجها إدارة السجون بحق الأسرى ذوي الأحكام العالية.
وبيّنت زوجته أن معنوياته عالية رغم القسوة التي يعيشها، مشيرةً إلى أن "ثلاث صفقات تبادل مرت دون أن يُفرج عنه، لكنه لا يزال صابرًا ومؤمنًا أن موعد الحرية قادم لا محالة". وأضافت: "آخر زيارة كانت عبر المحامي في يوليو الماضي، وقد أخبرنا أن الأوضاع في السجون مأساوية، والطعام سيئ، والأمراض الجلدية منتشرة، وأن بهيج طلب ألّا يُزار مجددًا لما يتعرض له من ضربٍ وإهانةٍ أثناء نقله للزيارة".
وأكد المكتب أن الأسير بدر يقبع حاليًا في سجن جانوت، ويعاني من فقدانٍ ملحوظٍ في الوزن نتيجة سياسة التجويع التي تُمارسها إدارة السجون، ومن إهمالٍ طبي متعمد رغم معاناته من أمراضٍ وآلامٍ جسدية مزمنة.
ويُذكر أن الاحتلال كان قد اعتقل الأسير بهيج بدر وشقيقه باهر بتاريخ 27 تموز/يوليو 2004 بعد محاصرة منزليهما في بيت لقيا والرملة بالتزامن، وهدم منزل العائلة واعتقال والدتهما تسعة أيام للضغط عليهما. واليوم، ورغم أن باهر تحرر أخيرًا، ما تزال والدتهما محرومة من السفر ولقاء ابنها المحرر بسبب القيود الأمنية الإسرائيلية المفروضة عليها.
وأشار المكتب إلى أن الأسير بدر حافظ القرآن الكريم بالسند المتصل، ونال درجة البكالوريوس في التجارة والماجستير في الاقتصاد الإسلامي من داخل الأسر، كما دعم زوجته وأبنائه في مواصلة تعليمهم، حتى نالت زوجته درجة الماجستير بدعمه المستمر من خلف القضبان.
واختتم مكتب إعلام الأسرى بالتأكيد على أن قضية الأسير بهيج بدر تمثل نموذجًا لمعاناة الأسرى القدامى وأصحاب الأحكام المؤبدة، الذين يُعزلون عن العالم لسنواتٍ طويلة، وتُحجب عنهم أخبار أحبّتهم، في محاولةٍ لكسر إرادتهم، غير أن الثابتين منهم ما زالوا يكتبون صمودهم بالصبر والإيمان والكرامة.