"سجان أم كلب؟".. والجواب مفتاح العلاج بعد القمع!
تقرير/ إعلام الأسرى

"خرجنا من كهوف مظلمة!" فالأضواء ممنوعة في الزنازين لما يزيد عن 20 ساعة متصلة، وإن سمحت بها إدارة سجون الاحتلال حسب مزاج سجانيها فهي تختار أوقاتًا لا تناسب وقت تناول الأسرى طعام الإفطار أو السحور، فيتناول الأسير طعامه وهو يتحسس ما أمامه؛ فالظلام دامس جدًا.

عن ظلام الزنازين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتحدث الكرمي مجدي العجولي من محرر وفاء الأحرار المعاد اعتقاله والمحرر مجددًا في طوفان الأحرار، بعد أن بلغ مجموع ما قضاه في سجون الاحتلال ما يقارب 33 عامًا!

وإن أراد الأسير أن يقوم الليل أو يقرأ القرآن ويتدبره، فإن لم يكن لديه وافر من الحفظ من آيات القرآن الكريم، فلا يمكن له الاستعانة بالمصحف مع عدم وجود أي بصيص ضوء!

ناهيك عن الاكتظاظ الفظيع في السجون، فالغرفة التي تتسع لستة أشخاص أصبح فيها ما يزيد عن 14 أسير أو 16، مع أن هناك بعض الغرف الفارغة في الأقسام، لكنها وسيلة لزيادة التنغيص على الأسرى، وتتعمد إدارة السجن عدم زيادة كميات الأكل حسب عدد الأسرى، بل تبقيها حسب العدد الأصلي الذي تتسع له الغرف!

ولو أردنا وصف الطعام كما يقول المحرر العجولي، لو جمعنا الوجبات الثلاث معًا لن يشعر الأسير بالشبع، فالأرز لا يزيد عن 7 أو 8 ملاعق، والطعام غير مطهو جيدًا وبلا ملح أو أية بهارات، ومقدار الشوربة لا يزيد عن معلقة واحدة، ووجبة الطعام تكون عديمة السوائل ما يدفع بالأسير لإضافة الماء لجعلها أكثر طراوة، ويستطيع ابتلاعها!

وكما يروي كل أسير، في رمضان تسحب إدارة السجون كل الساعات حتى لا يعرف الأسرى مواقيت الإفطار والسحور، وإن كانت هناك ساعة مهربة لا يسمح للأسرى برفع الأذان، وإلا فالقمع آت لا محالة للقسم، والتراويح دون صوت!

أما البيض، فله حكاية أخرى مع الأسرى، فبعضهم يخفي حصته ولا يأكلها فور استلامها، فيعمد السجان إلى كسر البيض على خزانة أسير آخر، لافتعال الشجار بين الأسيرين صاحب البيض، وصاحب الخزانة!

ويروي العجولي إن أرض الزنازين بها خطوطًا مرسومة عليها، على الأسرى في حال سمعوا صوت أقدام السجانين، الرجوع إلى ما خلف هذه الخطوط، ويستقبلون الجدران بوجوههم، ويضعون أيديهم خلفهم، لأن هذا يعني أن هناك تفتيشًا للغرفة أو عملية قمع، وإن دخل السجانون الغرفة ولم يكن أحد الأسرى خلف هذه الخطوط، فإنه يتعرض للضرب والإهانات!

وإن فرضت عقوبة على أحد الأسرى، لابد أن تعم العقوبة على كل القسم بسحب الفراش منذ السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءً، وسحب الأغطية معها خاصة في فصل الشتاء لحرمان الأسرى من الشعور بالدفء أو النوم!

وأما عن التعذيب، يروي العجولي بقوله: تقمع الغرف في أي وقت، ويتعمد السجان ضرب الأسير على عينيه أو قفصه الصدري ضربًا مؤذيًا، قد يستمر معه شعور الأسير بالوجع ما يقارب الشهر الكامل!

وإن اشتكى الأسير طالبًا علاجًا من بعد آثار قمع السجانين للغرفة، يسأله الممرض من سبب لك الإصابة، سجان أم كلب؟ فإن قال الأسير أن من أصابه سجان يرفض علاجه! فيضطر الأسير لأن يقول إن الكلب من سبب له الإصابة حتى يحصل على العلاج، والذي في أفضل الأحوال سيكون حبة خافض حرارة!

ويلفت العجولي النظر إلى أن قلة الطعام تجعل الأسرى يفقدون الكثير من الوزن، ويتعرضون للإغماء والوقوع على الأرض، وإن لم يجد الأسير من يلقفه عند وقوعه قد يتعرض لإصابات بليغة ونزيف دماء، ولا يستجيب السجان لاستدعاء الممرض، بل يترك حتى يستعيد وعيه بنفسه، كما حدث مع أحد الأسرى الكبار في السن!

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020