حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من استمرار جرائم القتل بحق الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال نتيجة سياسات الاحتلال القمعية والعدوانية بحق الاسرى، وإصرار حكومة الاحتلال المتطرفة على مواصلة جرائمها بحقهم، وتوفير الحماية لمرتكبي تلك الجرائم.
واوضح مركز فلسطين ان عدد شهداء الحركة الاسيرة منذ عام 1967 ارتفع ليصل الى (300) اسيراً شهيداً حتى الان منهم (63) شهيداً من المعلومة هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 72 منهم و يرفض تسليمها لذويهم.
وأكد مركز فلسطين ان الاحتلال أمَّعن بشكل خطير منذ السابع من اكتوبر للعام 2023 في قتل الأسرى الفلسطينيين داخل سجونه بعدة وسائل أبرزها التعذيب والاهمال الطبي والتجويع والضرب مما يشكل جريمة حرب واضحة تستوجب محاكمة قادة الاحتلال الذين أعطوا الضوء الأخضر لتنفيذ تلك الجرائم التي تؤدى الى قتل الاسرى العُزل، حيث استخدم محققي الاحتلال وسائل تعذيب مميته بحق الاسرى في معتقلات "سيديه تيمان ومعتقل عوفر والنقب" منها الصعق بالكهرباء والضرب المبرح على كل انحاء الجسد، واجبارهم على التعري في البرد لفترات طويله وعدم وجود اغطيه او فرشات للنوم وعدم تقديم طعام للأسرى لأيام وغيرها من الجرائم التي فاقت كل التصورات .
واشار مركز فلسطين ان عدد الاسرى معلومي الهوية الذين استشهدوا منذ حرب الابادة على القطاع بلغ (63) أسيراً وهو العدد الأكبر في تاريخ الحركة الاسيرة، بينما هناك عشرات الشهداء مجهولي الهوية لم يعلن الاحتلال عن أسمائهم او مكان احتجاز جثامينهم وهم من أسري غزة الذين تم اعتقالهم خلال العدوان على القطاع.
وكشف مركز فلسطين ان أكثر من 63% من شهداء الحركة الاسيرة المعلومة هوياتهم منذ السابع من أكتوبر هم من سكان قطاع غزة وعددهم (40) شهيداً ممن تم اعتقالهم خلال حرب الإبادة على القطاع، ومارس الاحتلال بحقهم كل اشكال التعذيب والتنكيل واحتجزهم في ظروف لا تمت الى الادمية بصلة، إضافة الى ممارسة اشكال لا أخلاقية من التعذيب وصلت الى حد الاغتصاب للمعتقلين.
وبين مركز فلسطين ان اخر شهداء الحركة الاسيرة هو الاسير الفتى وليد خالد احمد (17 عاماً) من سلواد شرق رام الله، وكان اعتقل في سبتمبر من العام الماضي، و لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله حيث اصيب بعدة امراض داخل الاسر ومنها مرض(سكابيوس ) ونتيجة الاهمال الطبي المتعمد وعدم متابعته تدهورت صحته مؤخرا فى سجن مجدو وارتقى شهيدا، قبل يومين، ليضاف إلى سجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة للجرائم الممنهجة التي تُمارسها سلطات الاحتلال بشكل غير مسبوق بحق الاسرى.
وأشار مركز فلسطين الى ان خمسة شهداء للحركة الأسيرة ارتقوا خلال الشهر الاخير فقط بالاضافة الى الاسير القاصر "أحمد" ارتقى اربعة شهداء داخل سجون الاحتلال وهم "مصعب هانى هنيه" و"رأفت عدنان ابوفنونة" و"على عاشور البطش" من قطاع غزة والأسير "خالد محمود عبدالله" من جنين .
ونوه مركز فلسطين الى ان الاسرى الشهداء منذ حرب الإبادة هم من عرفت أسمائهم فقط وكشف الاحتلال عن شخصياتهم، بينما يؤكد المركز من خلال المتابعة الميدانية لجرائم الاحتلال وشهادات المحررين أن عشرات الاسرى ان لم يكن المئات من قطاع غزة تم اعدامهم سواء بإطلاق النار عليهم او من خلال التعذيب والإهمال الطبي والتجويع لا يزال الاحتلال يرفض الكشف عن اسمائهم مع استمرار سياسة الاخفاء القسري التي يتبعها الاحتلال مع اسرى غزة وغالبيتهم ارتقوا بعد اعتقالهم لساعات او أيام او أسابيع، والتحقيق معهم، ثم إطلاق النار عليهم بشكل متعمد واعدامهم بدم بارد وهم مقيدين من أيديهم واقدامهم مما يدلل على السيطرة الكاملة عليهم دون ان يشكلوا خطر على الاحتلال يستخدمه كمبرر لإعدامهم.
وأشار مركز فلسطين الى ان سياسة قتل الاسرى جاءت نتيجة للدعم اللامحدود من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفين وفى مقدمتهم المتطرف "بن غفير" إضافة الى إعطاء الضوء الأخضر دون رقابة او محاسبة لمحققي الشاباك بممارسة كل اشكال التعذيب المحرم دولياً ضد الاسرى، وتوفير غطاء قانونى وتشريعي لهم لحمايتهم من العقاب في حال فقد الأسير حياته.
وطالب المجتمع الدولي ومؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري وتشكيل لجان تحقيق لتوثيق جرائم القتل والتعذيب بحق الاسرى، والضغط على الاحتلال لوقف تلك الجرائم، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بتقديم قادة الاحتلال الى محاكم مجرمي الحرب لمسئوليتهم عما يجرى من جرائم وتوفير الضوء الأخضر لمرتكبيها.