هل اختلف رمضان عام 2024 عن بقية شهور رمضان التي مرّت عليك خلال سنوات اعتقالك الثمانية؟، هذه المرة يكون الحديث عن معاناة الأسرى في رمضان ما بعد السابع من أكتوبر مع المحرر الغزي محمد مرتجى الذي أفرج عنه ضمن المرحلة الأولى لصفقة طوفان الأحرار، ليخبرنا عن الفروقات الكثيرة التي عايشها ورفاقه قبل تحرره!
يقول المحرر مرتجى، رمضان عام 2024 كان أصعب شهر رمضان يمر عليّ في الأسر، ففي شهور رمضان التي سبقت بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، كان يمكن السماح لنا بوجود المصاحف في الزنازين، ويمكن أن يؤدي الواحد منّا شعائره التعبدية من صلاة وقراءة قرآن دون قمع وترهيب، وكميات الأكل على قلتها كانت أفضل حالا بمراحل!
لكن في رمضاني الأخير في السجن قبل التحرر، انشغلت عقولنا ونحن أسرى غزة بحال عوائلنا، مع نقل إدارة السجون لنا أخبار كاذبة لهدم معنوياتنا حول ما يدور في غزة، وأنها انتهت، وأن من عوائلنا الكثير من ارتقى شهيدًا، ولم يكن لدينا أي مصدر معلومات آخر يمكن أن يهدئ من روعنا!!!
وقررت إدارة السجون معاقبتنا، وسحبت المصاحف من الغرف، ونكلت بالأسرى في كل وقت، واعتمدت برنامج تنقلات غير مبرمج في أوقات وأزمنة لا يتوقعها الأسير!!
وآنذاك جاء رمضان في أيام باردة جدًا، فحرمنا الاحتلال من المياه الساخنة، ورفع إطارات النوافذ، وترك فتحات في الأبواب مغطاة بقليل من الشبك، ما يجعل في الغرفة تيار هوائي بارد جدًا، ما يشعرنا أننا نجلس حرفيًا في "الفريزر"!!
وأما كميات الأكل!!، عنها يقول مرتجى: منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، قللت إدارة السجون كميات الطعام بشكل كبير جدًا، ما جعلنا دومًا في حالة صيام حتى قبل حلول شهر رمضان المبارك، فكان يعمد الأسرى لجمع الكميات القليلة من الطعام على مدار اليوم، وتناولها مرة واحدة لعلهم يشعرون بالشبع!!
ولما بدأ شهر رمضان، جاء والأسرى منهكون جدًا معنويًا وجسديًا، فلا طعام يغذي الجسد وماء يرويه ليقوى على العبادة، ولا أخبار تسر الخاطر تعينه على مواجهة هذا الجوع أصلاً!!
ويشير إلى أن زيادة وتيرة حملة الاعتقالات في كل محافظات فلسطين سواء بالضفة الغربية أو القدس أو قطاع غزة، زاد من حالة الاكتظاظ داخل الزنازين، فالغرفة الواحدة تتسع في الوضع الطبيعي لستة أشخاص، لكنها بعد السابع من أكتوبر أصبح فيها من 18 وحتى 20 أسير في بعض الأحيان.
فحجم الاكتظاظ هذا، وفي إطار قمع قوات الاحتلال للزنازين، وسحب المصاحف، وإن وجدت يكون في الغرفة المكتظة مصحفين أو ثلاثة فقط، كيف سيؤدي الأسير شعائره التعبدية ويقرأ ورده اليومي من القرآن الكريم؟
أما عن صلاة الجماعة في شهر رمضان الأخير له في السجن، فيروي مرتجى أن الاحتلال فرض منع إقامة الصلوات الجهرية، لكن الأسرى تمردوا على ذلك بأداء صلوات الجماعة الجهرية أداءً سريًا، ويرابط أحد الأسرى على باب الزنزانة، محذرًا لهم أن هناك دورية من السجانين تمر الآن أنهوا صلاتكم فورًا، لأنهم إن ضبطوا متلبسين بالصلاة سيتم رش الغرفة بالغاز!!!