أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الانتقام بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجونها والتي تشمل كل جوانب حياتهن بما فيها حقوقهن الدنيا التي نصت عليها كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وأوضح الباحث رياض الأشقر مدير مركز فلسطين أن الاحتلال ومنذ السابع من أكتوبر صعَّد بشكل كبير من استهداف الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون وقام بتحويل السجن إلى عزل كامل ومنع الأسيرات من الزيارة والكنتين وقطع الماء الساخن وقلص كمية الطعام إلى النصف وقام بسحب كل أغراض الاسيرات من ملابس وكتب وأدوات الاكل وبلاطة التسخين مما ضاعف من معاناتهن بشكل واضح ولا يزال منذ عام ونصف يمارس نفس سياساته العدوانية بحق الاسيرات رغم تراجع اعدادهن بشكل كبير بعد صفقة طوفان الاحرار حيث يقبع في سجون الاحتلال حالياً 20 اسيرة .
واتهم الأشقر المجتمع الدولي بالنفاق السياسي والانحياز للاحتلال المجرم حيث تباكى على اسيرات الاحتلال لدى المقاومة اللواتي لم يتعرضن خلال عام وأربعة أشهر من الاسر لأي نوع من أنواع التعذيب النفسي او الجسدي وخرج عشرات منهن خلال الصفقة في أفضل حال رغم ان عدد منهن مجندات في جيش الاحتلال ومارسن القتل بحق الأبرياء العزل.
بينما كيان الاحتلال ينتهك كل نصوص معاهدات حقوق الانسان بشكل متعمد دون محاسبة او حتى ادانة او مراجعة ويمارس بحق الاسيرات الفلسطينيات التعذيب الجسدي والنفسي ويمنع عنهن الطعام والشراب والملابس والاغطية والزيارة والعلاج رغم انهن مدنيات واعتقالهن تعسفياً وغالبيتهن معتقلات بتهمة التحريض الذى يدعيها الاحتلال حينما لا يجد دليل ادانة بحق الاسيرة .
وقال الاشقر ان الاحتلال جعل من اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات اولوية لجنوده ومخابراته، حيث مارس الاعتقال بحقهن بشكل ممنهج ومكثف وبلغت حالات الاعتقال منذ عام 1967، حوالى (15 الف) امراه، ومنذ السابع من اكتوبر بلغت حالات الاعتقال بين النساء حوالى (500) حالة اعتقال، العشرات منهن قاصرات وهذه الارقام تؤكد الاستهداف المكثف لهذه الفئة .
وأشار الاشقر الى ان صفقة تبادل الاسرى التي تمت بين المقاومة والاحتلال في مرحلتها الأولى استطاعت الإفراج عن (71) أسيرة بينما تبقى في سجون الاحتلال (20) أسيرة بعد الافراج عن الطفلة المقدسية "تقى غزاوي" 12 عام، بينهم اسيرة حامل واخرى مصابة بالسرطان و(12) أمّاً لديهن ابناء، وغالبيتهن موقوفات، و يمارس الاحتلال بحقهن كل اشكال الانتقام والتنكيل ويحرمهن من كل حقوقهن الأساسية.
وبين الاشقر ان الاحتلال لا يقدم للأسيرات طعام كافي وخاصة في شهر رمضان حيث يقدم كميات مقلصة وفى أوقات غير مناسبة بحيث يصل الطعام بارد وفى بعض الأحيان يصل فاسداً، ويتلاعب الاحتلال في أوقات السحور والافطار حيث يمنع الاسيرات من امتلاك ساعات لمعرفة الوقت .
وأضاف ان الاحتلال ينتهك خصوصية الاسيرات سواء بوضع كاميرات مراقبة في كل انحاء السجن وساحة الفورة والممرات، إضافة الى اقتحام الغرف بشكل مفاجئ دون اشعار مسبق مما يسمح لهن بلبس ملابس الصلاة أو غطاء الراس، ويتعمد الاحتلال خلال عمليات الاقتحام توجيه الشتائم والكلام البذيء للأسيرات وأحيانا الاعتداء عليهم بالضرب ورش الغاز.
وكشف الاشقر ان الاحتلال اعتقل مئات النساء من قطاع غزة ،خلال حرب الابادة، في ظروف قاسية وحقق معهن باستخدام كل اشكال التعذيب واعدم عدد منهن بدم بارد ، وافرج عن العشرات بعد التحقيق ، بينما نقل الاخرون الى المعتقلات، وكشف عن اسماء عدد قليل منهن نقلن الى سجن الدامون، لا يزال معتقل منهن الأسيرة المسنة "سهام أبو سالم" 66 عاماً، بينما لا يزال يمارس سياسة الاخفاء القسرى بحق العديد من اسيرات غزة لا يعرف عددهن ولا اوضاعهن .
وطالب مركز فلسطين العالم المتحضر ومؤسسات التي تدعى الحيادية والعدالة وحقوق الانسان ان ينظر الى قضية اسيراتنا المعتقلات في سجون الاحتلال بنظرة حياد وعدالة، وكما تطرق الى معاناة اسيرات الاحتلال، ان يطالب بوقف الجرائم المستمرة بحق الاسيرات الفلسطينيات والتي ترقى الى جرائم الحرب ، وان يضغط على الاحتلال ليوفر لهن كل متطلبات الحياة التي سحبت منهن في الشهور الاخيرة وان يفرج عنهن التزاما بالاتفاق التي نص على تبيض السجون من النساء والاطفال.