نكتب إليكم نحن عائلات الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلية ونحن نعيش حالة من الخوف والقلق الشديد على أوضاع الأسرى التي تتفاقم سوء يوما بعد يوم.
حال أسرانا بات لا يخفى على أحد فكل أسير يتحرر من سجون الاحتلال تبقى صورته شهادة حية تشرح لنا عن سوء وتردي الأوضاع الإنسانية للأسرى في السجون.
نكتب اليوم إليكم وقد مر عام كامل كان اليوم بعام ،، كانت بالنسبة لنا ولمعاناة الأسرى وكأنها أعواما وسنوات طويلة فيها ذاق الأسرى كل أصناف العذاب من التنكيل والضرب والاعتداء الجسدي والإهانات والإذلال والتجويع والقتل المتعمد والحرمان من كل مقومات الحياة.
وتشهد السجون اليوم وضعا صعبا للغاية بعد تفشي وانتشار الأمراض المعدية والمزمنة لاسيما مرض سكابيوس والذي فاقم الحالة الانسانية للسجون وتسبب في كثير من الحالات إلى حالات غاية في الصعوبة تستدعي من الجميع الوقوف أمام مسؤولياته وواجباته.
لقد باتت السجون بالنسبة لهؤلاء الأسرى بالفعل مقبرة جماعية يمارس هذا المحتل فيها ساديته وإجرامه وبل وإمعانا في اذلالنا أصبح هذا الإجرام يوثق بالصوت والصورة وأمام ومرأى كل العالم والعالم لا يحرك ساكنا والمؤسسات الحقوقية والإنسانية تلتزم الصمت لاسيما الموقف السلبي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالرغم من أنها الجهة المكلفة بمتابعة أوضاع الأسرى في وضع تشهد به البلاد حالة من حرب الإبادة بحق شعبنا في غزة.
وعلى الجانب الآخر عاشت عائلات الأسرى في حالة من الترقب والخوف لمصير هؤلاء الأسرى لا سيما في حالة الانقطاع التام التي عاشتها العائلات بسبب سياسة العقاب الجماعي التي فرضه الاحتلال على كل أسير وحرمانهم من حقهم بالزيارة بالرغم من أنها حق كفتله القوانين الدولية والإنسانية.
أمام ما تقدم فإننا كعائلات أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية نناشدكم ونطالبكم بما يلي:
أولا: نطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تلتزم بواجبها تجاه أسرانا من خلال متابعة زيارات السجون التي توقفت مند السابع من أكتوبر، والعمل أيضا على إرسال لجان طبية تحت إشرافهم للوقوف أمام الحالة المرضية المتفشية بالسجون.
ثانيا: نطالب كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على إدارة السجون من خلال رفع القضايا القانونية للمطالبة باستحقاق العلاج لكل أسير مريض وتقديم العلاج المناسب له.
ثالثا: نطالب هيئة شؤون الأسرى أن تقف عند مسؤولياتها تجاه كل أسير من خلال المتابعات المتعلقة بزيارات المحامين للسجون والتي نرى نحن عائلات الأسرى أن هناك تقصير واضح فيها وهذا ما دفع الكثير من العائلات للتوجه إلى إرسال محامين وعلى حساب نفقاتهم الخاصة من أجل الاطمئنان على أبناءهم. وعلى الهيئة أن تعمل أيضا برفع قضايا قانونية لمتابعة ملفات العلاج الخاصة بكل أسير أصيب بالمرض داخل السجون لا سيما أن العديد توجه بشكل مباشر للمطالبة بهذا الأمر.
رابعا: نناشد أبناء شعبنا أن يقفوا إلى جانبنا في نصرة قضية أبناءنا من خلال المشاركة الفعالة والقوية بالمظاهرات والوقفات الاسنادية للأسرى والعمل على رفع صوتهم ونقل معاناتهم وتخفيف آلامهم.
ختاما نقول للجميع لا نريد أن نفقد أبناءنا في السجون
لا نريد أن تتحول سجونهم إلى ثلاجات للأرقام
لا نريد أن نخسر أبناءنا ليخرجوا لنا بإعاقات جسدية أو نفسية
نريد أن يخرج لنا أبناؤنا بخير وأن ينالوا الحرية بعزة وكرامة.