أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تصعيد عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (540) حالة اعتقال خلال شهر حزيرأن/ يونيو، بينهم حوالي 90 موطناً تم اعتقالهم خلال أيام عيد الاضحى المبارك.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية يونيو فى الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (9450) حالة اعتقال، طالت (320) امرأة وفتاة، وحوالي (650) طفل و(84) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال مايو (540) مواطناً بينهم (9) سيدات وفتيات، و(32) قاصراً.
وكشف مركز فلسطين أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقال الأسير المحرر الذي يعاني من مرض السرطان عبد الناصر الرابي من قلقيلية، رغم الخطورة على حياته، كذلك أعادت اعتقال رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك بعد الافراج عنه بأيام وأطلقت سراحه بعد التحقيق لساعات، فيما أعادت اعتقال النائب عزام سلهب من الخليل بعد الإفراج عنه بأيام عقب اعتقال إداري استمر 8 شهور.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر يونيو الماضي إلى (32) طفلاً أصغرهم الطفل بهاء كاظم حج محمد (7 أعوام) من رام الله، حيث تعرض للضرب حين الاعتقال، وأفرج عنه بعد ساعات، والطفل الجريح "محمد منذر الزعاقيق" 12 عام بعد اقتحام منزل عائلته في بيت امر شمال الخليل وكان أصيب برصاص الاحتلال قبل اعتقاله بأيام.
كذلك واصلت سلطات الاحتلال خلال يونيو استهداف النساء والفتيات حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم إلى(9) حالات بينهم الصحفية "رشا حرز الله" حيث اعتقلت بعد استدعائها للمقابلة في مركز شرط الاحتلال بمستوطنة أرئيل وتم تمديد اعتقالها عدة مرات، بينما اعتقلت ثلاثة طالبات جامعيات وهن الطالبة فى جامعة البوليتكنك "أنوار اياد العمور" من يطا بمدينة الخليل وهي ابنة الأسير اياد العمور، واعتقلت الطالبة فى جامعة النجاح بكلية الشريعة "علا جودة" من بلدة قبلأن، واعتقلت الطالبة في جامعة بير زيت "امل شجاعية" من قرية دير جرير شرق رام الله وكذلك اعتقلت الموظفة في جامعة بيرزيت "هديل شطارة" على معبر الكرامة فيما اعتقلت للمرة السادسة على التوالي والدة المطارد "طارق داود" من قلقيلية للضغط عليه لتسليم نفسه، كذلك اعتقلت والدة المطارد "مصطفى المصري" من جنين ايضاً للضغط عليه لتسليم نفسه.
أسرى شهداء من غزة
واستمرارا لجريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة ، فإن العشرات من المعتقلين الغزيين ارتقوا شهداء منذ السابع من أكتوبر نتيجة التعذيب المحرم دولياً والإهمال الطبي المتعمد وظروف الاعتقال القاسية والتجويع، كان اخرهم خلال شهر يونيو الماضي حيث أكد أسرى أفرج عنهم مؤخرا ارتقاء الأسير "محمد نافذ الكحلوت" من غزة نتيجة التعذيب، كذلك أفادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية باستشهاد الدكتور "اياد الرنتيسي" 53 عاماً من غزة وهو رئيس قسم الولادة بمشفى كمال عدوأن نتيجة التعذيب الذي تعرض له بعد مرور 4 شهور على اعتقاله من أحد الحواجز العسكرية للاحتلال داخل القطاع، وقد كشف اعلام الاحتلال عن استشهاد 36 اسير من غزة منذ السابع من أكتوبر وهذا الرقم لا يعكس الأعداد الحقيقية للشهداء حيث تؤكد شهادات الأسرى المفرج من معسكر "سديه تيمأن" أن أعداد الشهداء اضعاف ما تم الاعلان عنه.
الأوامر الإدارية
وبين مركز فلسطين أن سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر يونيو جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يزيد عن (590) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمة منها (5) قرارات صدرت بحق الأسيرات بعضها تجديد اعتقال لمرة ثأنية، حيث جددت الإداري للأسيرة "حنأن البرغوثي" من رام الله للمرة الثأنية لمدة 3 شهور، وجددت الإداري للأسيرة النائبة "خالده جرار" من رام الله للمرة الثانية لمدة 4 شهور إضافية.
الاعتقال الإداري هو اعتقال سياسي تعسفي تصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر، حيث ارتفعت الأوامر الإدارية منذ ذلك التاريخ إلى أكثر من (7300) قرار إداري منها (590) قرار صدرت الشهر الماضي واستهدفت كافة الشرائح بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب.
وقد وصل عدد الأسرى الإداريين حتى نهاية الشهر الماضي حوالي 3400 أسيراً وهو يمثل ما نسبته 36% من إجمالي عدد الأسرى البالغ 9300 أسير.
أحكام المؤبد
وأكد مركز فلسطين أن أعداد الأسرى المحكومين بالمؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال ارتفعت خلال يونيو الماضي إلى (564) أسيراً بعد إصدار محاكم الاحتلال حكمين بالسجن بالمؤبد بحق الاسيرين كمال جوري بالسجن المؤبد إضافة إلى 28 عام، والأسير أسامة الطويل بالسجن المؤبد إضافة 30 عام وغرامة مالية بقيمة 750 ألف شيكل لكل منهما، وهما من سكأن نابلس كأنا اعتقلا في نوفمبر من العام الماضي بعد اصابتهم بجراح ووجهت لهم سلطات الاحتلال تهمه تنفيذ عملية شافي شمرون التي قتل فيها جندي للاحتلال، وكان الاحتلال هدم منزليهما بعد اعتقالهما بعدة شهور .
معتقلي غزة
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال يونيو الماضي عمليات الاعتقال بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الاجتياح البري الهمجي للقطاع حيث اعتقل عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال بعد محاصره منزل لعالة ابولوز شرق دير البلح وسط القطاع، واعتقل عدد أخر المواطنين من بينهم عناصر تأمين المساعدات في محيط معبر كرم أبوسالم والمطار شرق رفح.
بينما أفرج الاحتلال خلال الشهر الماضي عن 112 معتقلاً من غزة على 3 دفعات أحداها من المنطقة الوسطى، ودفعتين أفرج عنهما شمال القطاع، وجميعهم في حالة صحية سيئة نتيجة تعرضهم للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي وظروف الاحتجاز المذلّة في معتقلات الاحتلال وتم نقل غالبيتهم إلى المستشفى لتلقى العلاج.
ورغم اعلان الاحتلال أنه قام مؤخراً بنقل (750) أسير من أسرى غزة من معسكر "سديه تيمأن" إلى سجن عوفر وسجن النقب الصحراوي، إلا أنه لا يسمح لهم بالاختلاط بالأسرى الآخرين، ويمارس بحقهم جريمة الاخفاء القسري ويرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم أو ظروف اعتقالهم، كما لا يزال يمنع المحامين ومندوبي المؤسسات الدولية من زيارة أسرى قطاع غزة، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة التي ترتكب بحقهم.
وحسب الشهادات التي أفاد بها محررين فإن أسرى غزة يتعرضون لجرائم مركبة، من خلال التحقيق بالصعق بالكهرباء في أماكن حساسة، وتعليق المعتقلين من ارجلهم لساعات طويلة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم، إضافة إلى البقاء على تقيديهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ورؤوسهم إلى الارض، ولا يسمح لهم بشرب الماء، كما يحرمهم من الاستحمام وأداء الصلوات ويمارس التجويع بحقهم، ويتعرضون على مدار الوقت للضرب المبرح والالفاظ النابية والشتائم.