أكدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة أن استمرار جريمة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين في مقابرها وثلاجاتها جريمة ضد الإنسانية.
وقالت في بيان لها بمناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة؛ إن الأسرى يقفون في هذا اليوم الوطني ليعلوا صوتهم الفلسطيني الموحد والمقاوم والمطالب باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة فيما تسمى مقابر الأرقام وثلاجات القتل الاستعمارية الصهيونية.
وأوضحت أن الأسرى ينخرطون بشكل تام رغم القيد والأسر بهموم وقضايا شعبهم الوطنية، مبينة أن قضية استرداد جثامين الشهداء من أكبرها أهمية وأولوية في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الصهيوني.
وأضافت:" الاحتلال لم يتوقف في ممارساته وإجراءاته وسياساته التنكيلية والتعسفية بحق الشعب المناضل عند سعيه لنفي الوجود الفلسطيني فوق أرضه القومية والتاريخية فحسب، بل يسعى لتصفية كافة أشكال الحياة عبر ملاحقة الأجساد الفلسطينية واستهدافها وانتهاك قيمها الإنسانية وكرامة وحرمة الجسد الشهيد بموكب مهيب وتربة وطنية مخضبة بدمه الزكي".
وأشارت إلى أن هذا النظام الفاشي يسعى نحو كي وتعذيب الوعي الفلسطيني الجمعي المقاوم، وذلك من خلال احتجاز الجسد بعد قتله ونزع ملامحه الإنسانية، وحرمان ذويه وأبناء شعبه من أداء طقوس وداعه وتكريمه.
وأكدت أن الاستعمار الصهيوني يعبر في سياسات الموت والقتل والاحتجاز التي ينتهجها دومًا عن منظومته العنصرية الفاشية، ومن ضمن ذلك احتجاز جثامين "256" شهيد وشهيدة فيما تسمى مقابر الأرقام، نازعًا عن جثامينهم الطاهرة أسماءهم وهويتهم الوطنية والإنسانية، ومن بين أولئك الأبرار الشهيد الأسير أنيس دولة، الذي استشهد في معركة الأمعاء الخاوية إبان إضراب سجن نفحة عام 1980م.
وبيّنت اللجنة أنه إلى جانب مقابر الأرقام فإن هذا الاستعمار الغاشم يحتجز في ثلاجات القتل الاستعماري جثامين "142" شهيد وشهيدة منذ العام 2015م، من بينهم "11" شهيدًا أسيرًا من الأسرى في سجون الاستعمار الصهيوني، و"14" طفلًا شهيدًا، و"5" شهيدات، ليعبر هذا النظام المتوحش عن نواياه المقيتة باحتجاز ما يقارب الـ "400" شهيد وشهيدة، هذه النوايا القاضية بمشروعه الإقصائي والاستيطاني الشمولي وصراعه المفتوح في ميادين الحياة والموت معًا.
وتابعت:" إننا نؤكد في هذا اليوم الوطني على أن شهداءنا القابعين والمحتجزين في ثلاجات ومقابر الأرقام هم أقمارنا المنيرة في سماء فلسطين الأبية، غير أن الأوان قد آن لتتجلى هذه الأرقام في سماء الوطن بحق لتكسوه بأنوارها الفدائية والمقاومة، هذه الأنوار البازغة من دماء شهدائنا وشهيداتنا الذين أناروا لنا درب الحرية والعودة إلى فلسطين المنشودة".