الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية
جمال زيد.. أسير محرر يلتحق بقافلة شهداء الإهمال الطبي
إعلام الأسرى

أصبح من المعتاد بين الحين والآخر سماع نبأ استشهاد أسير محرر بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال بأسابيع أو أشهر، أو حتى سنوات، قد يكون الحدث طبيعياً، لكن كافة المعطيات والحقائق تؤكد بأن الأمر له ارتباط مباشر بالظروف التي عاشها هذا الأسير خلال فترة اعتقاله لدى الاحتلال.

مكتب إعلام الأسرى يسلط الضوء على هذه القضية الخطيرة من جديد، بعد ارتقاء الأسير المحرر جمال عبد المعطي زيد 65 عاما من مدينة البيرة اليوم الاثنين 24/7/2023 بعد رحلة علاج في العاصمة الأردنية عمان عقب 7 شهور فقط من الإفراج عنه بعد اعتقال إداري استمر 15 شهراً عانى خلاله من ظروف صحية قاهرة.

وكشف إعلام الأسرى أن المحرر "جمال زيد" هو أحد الأسرى المرضى الذين عانوا من الموت البطيء في سجون الاحتلال، حيث كان يعاني من مرض الفشل الكلوي ويحتاج إلى الغسيل 3 مرات أسبوعياً، وكان يقبع في مستشفى سجن الرملة منذ اعتقاله، وسط تجاهل الاحتلال لحالته الصحية، وعدم تقديم العلاج المناسب له.

وكان "زيد" قد أصيب بالفشل الكلوي خلال اعتقاله الأول عام 2019، حيث اعتقل لمدة 12 شهراً تحت الاعتقال الإداري المتجدد بدعوى أنه ينتمي لتنظيم محظور وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخلال اعتقاله بدأ يعاني من مشاكل في الكلى، ونتيجةً للإهمال الطبي الذي تعرض له على مدار عام، تبين بعد تحرره أنه مصاب بفشل كلوي كامل ويحتاج إلى غسيلٍ للكلى بشكل دوري، وبدأ رحلته في العلاج.

وذكر إعلام الأسرى أنه رغم ظروف "جمال" الصحية السيئة الا ان الاحتلال عاد واعتقله مرة أخرى بتاريخ 15/9/2021 بعد اقتحام منزله فجرا ًوتحطيم محتوياته بحجة التفتيش، ورغم إبلاغ الضابط بسوء حالته الصحية أسبوعيا وتقديم كل التقارير الطبية التي تؤكد إصابته بالفشل الكلوي وحاجته الشديدة للمتابعة الطبية المستمرة والغسيل المتكرر، الا ان الاحتلال أصر على اعتقاله، بعد تقييد يديه وعصب عينيه، ونقل الى مركز توقيف عوفر، و أصدرت بحقه محكمة الاحتلال قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور وتم التجديد له لمرة ثانية لمدة 3 شهور، ثم جددت له لمرة ثالثة، لثلاثة إضافية ثم لمرة رابعة رغم ظروفه الصحية، وأطلق سراحه بعد 15 شهراً من الاعتقال في ديسمبر من العام 2022.

وفور تحرره بدأ رحلة علاج جديدة بعد تردي وضعه الصحي بشكل خطير نتيجة الاعتقال الأخير والإهمال الطبي الذي تعرض له، وسافر إلى الأردن قبل شهرين لاستكمال علاجه الا أنه توفى اليوم نتيجة تراكمات تردي الوضع الصحي له بسبب الاعتقال.

وحمّل إعلام الأسرى سلطات الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن وفاة المحرر "جمال زيد"، ليُضاف إلى العشرات من المحررين الذين ارتقوا خلال السنوات الماضية نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها خلال فترة الاعتقال دون تقديم أي علاجات مناسبة أو رعاية طبية حقيقية لهم.

وبين إعلام الأسرى أنه خلال الأعوام الماضية ارتقى العديد من الأسرى المحررين نتيجة الأمراض التي عانوا منها خلال فترة الاعتقال كان منهم الأسير المحرر محمد عايد صلاح الدين 20 عاما من بلدة حزما قضاء القدس بعد 4 شهور فقط من الإفراج عنه نتيجة معاناته من مرض السرطان في النخاع الذي أصيب به خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، حيث أمضى عام ونصف في الأسر لم يتلقى خلالها علاج طبي مناسب، وبعد تحرره تنقل بين المستشفيات في محاولة للتخفيف من آلامه، حيث تراجعت صحته بشكل كبير وارتقى شهيداً .

كذلك استشهد الأسير المحرر "حسين محمد المسالمة" 40 عاماً من بيت لحم، بعد شهر واحد من نقله من الاعتقال بمستشفيات الاحتلال الى مستشفى في الضفة الغربية، بعد أن أمضى 19 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، نهش خلالها المرض جسده بشكل كبير ، حيث أصيب بمرض السرطان في الدم.

واعتبر إعلام الأسرى الاحتلال مسئولاً بشكل مباشر عن استشهاد المئات من الأسرى بعد التحرر بأيام أو شهور أو سنوات بسبب آثار التعذيب وظروف السجن وسياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون الإسرائيلية، والذين كان آخرهم الأسير المحرر "جمال زيد".

واضاف إعلام الأسرى بأن هذه السياسة ليست عشوائية إنما سياسة ممنهجة مع الأسرى تؤدي إلى قتلهم بشكل غير مباشر بعد التحرر حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم خلف القضبان، واعتبر سياسة الإهمال الطبي التي يتبعها الاحتلال المسؤولة الأولى عن وفاة المئات من الأسرى المحررين ، حيث يتركهم لسنوات دون علاج أو رعاية طبية أو فحوصات حقيقية، بحيث تتغلغل الأمراض في اجسادهم، وبعد الإفراج عنهم بفترات متفاوتة يبدأ ظهور اعراض هذه الأمراض بعد أن تكون قد تمكنت منهم بشكل كبير ، ولا يفلح معها العلاج ، وهذا ما حدث مع الشهيد  "حسين المسالمة " وصلاح الدين و"الشهيد "جعفر عوض" و أشرف ابوذريع" والشهيد " زهير لبادة" و الشهيد" حسن الترابي" وغيرهم ممن قضوا بعد اطلاق سراحهم بأيام وشهور .

وطالب اعلام الأسرى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية التدخل للوقوف على حالة الأسرى المرضى والتحقيق في طبيعة الرعاية الطبية المقدمة لهم وظروف اعتقالهم في سجون الاحتلال طبقاً لاتفاقيات جنيف ووقف سياسة الموت التي يتعرض لها الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020