أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن (53) اسيراً فلسطينيا انضموا إلى قائمة عمداء الأسرى خلال العام الجاري بعد أن انهوا عامهم العشرين على التوالي في سجون الاحتلال.
وأوضح مركز فلسطين أن قائمة عمداء الأسرى ترتفع تباعاً بين الحين والأخر نظراً لوجود المئات من الأسرى الفلسطينيين مضى على اعتقالهم سنوات طويلة وهم المعتقلون منذ السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى، والمحكومون بالسجن المؤبد مدى الحياة أو عشرات السنين.
الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز كشف أن عدد عمداء الأسرى وصل مؤخراً إلى (396) أسيراً بعد انضمام (53) اسيراً جديداً إلى القائمة منذ بداية العام الجاري من بينهم الأسير "عبد الله غالب البرغوثي" من رام الله وهو صاحب أعلى حكم في العالم بالسجن المؤبد لمدة 67 مرة، وهو معتقل منذ الخامس من مارس 2003، و أتم عامه العشرين في الأسر.
وبين الأشقر أن ثلاثة من عمداء الأسرى كانوا استشهدوا خلال الأعوام الأربعة الماضية نتيجة الإهمال الطبي والأمراض التي أصيبوا بها خلال سنوات اعتقالهم الطويلة ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم حتى الآن، وهم الشهيد "فارس أحمد بارود" (56 عاماً) من قطاع غزة، كان اعتقل عام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في فبراير 2019 بعد أن أمضى 28 عاماً خلف القضبان.
والشهيد "سعدى خليل الغرابلي" (75عاماً) من قطاع غزة، اعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في يونيو 2020، بعد أن أمضى 26 عاماً في الاسر، والشهيد ناصر أبو حميد (51 عامًا) من رام الله اعتقل عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في ديسمبر 2022 نتيجة معاناته من مرض السرطان، بعد أن أمضى 20 عاماً في سجون الاحتلال.
وأشار "الأشقر" إلى أن (19) أسيراً مضى على اعتقالهم ما يزيد الثلاثون عاماً اقدمهم وأقدم الأسرى جميعاً الأسير "محمد أحمد الطوس" من الخليل وهو معتقل منذ أكتوبر 1985، بينما (41) اسيراً تجاوزت فترة اعتقالهم ما يزيد عن ربع قرن (25 عاماً).
وأشار "الأشقر" إلى أن من بين عمداء الأسرى، (23) أسيراً معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة مع الاحتلال عام 1994، يطلق عليهم "الأسرى القدامى" وهم من تبقى من الأسرى الذين اعتقلوا خلال سنوات الانتفاضة الأولى 1987 وما قبلها، وكان من المفترض إطلاق سراحهم جميعاً، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، أواخر عام 2013 إلا أن الاحتلال رفض الافراج عنهم.
واعتبر الأشقر استمرار اعتقال مئات الأسرى لعشرات السنين هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وهي سابقة لم تحدث في التاريخ الحديث، وخاصة ان هؤلاء الأسرى يعانون من ظروف صحية قاهرة وتغزو أجسادهم الأمراض نتيجة السنوات الطويلة التي أمضوها في ظل ظروف قاسية داخل السجون والإهمال الطبي المتعمد بحقهم.
وطالب مركز فلسطين المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية التدخل بشكل حقيقي والضغط على الاحتلال للإفراج عن الاسرى القدامى، ومن أمضوا عشرات السنين خلف القضبان، وفي مقدمتهم الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية صعبة.