في اليوم العالمي لمرضى السرطان
الأسرى مرضى السرطان.. ألم صامت وقيدٌ يحرق أجسادهم
إعلام الأسرى

في كل يوم تقريبًا تتحدث السيدة زبيدة معطان إلى أطباء زوجها حول حالته بقلق وأسى، وتحاول فهم ما يمر به جسده المريض والمتابعة معهم عن بعد حول ما يجري.

عبد الباسط معطان (49 عاما) أسير من مدينة رام الله، يعاني منذ سنوات قليلة من سرطان القولون، كان من المفترض أن يخضع لعملية جراحية؛ لكن قوات الاحتلال اعتقلته في 21 يوليو/ تموز 2022 ما أدى إلى توقف العلاج.

أكثر من 600 أسير فلسطيني يعانون من أنواع مختلفة من الأمراض، 126 منهم يعانون من أمراض مزمنة، بينهم 26 أسيرا مصابون بالسرطان، وبسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال استشهد العديد من مرضى السرطان في السجون الصهيونية على مر السنين.

كان يومًا حزينًا وقاهراً للغاية عندما أعلن المستشفى الصهيوني "آساف هروفيه" في 20 كانون الأول / ديسمبر عن استشهاد الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد الذي تم تشخيص إصابته بسرطان الرئة قبل عام تقريبًا وتقول عائلته إنه كان ضحية لسياسة الإهمال الطبي الصهيونية.

عندما سمعت نبأ استشهاد أبو حميد شعرت زبيدة معطان بالعجز، وتخشى أن يلقى زوجها المصير ذاته إذا استمرت إدارة السجن الصهيوني في إهمال حالته الصحية.

وتقول:" عبد الباسط يعاني من مرض السرطان منذ عدة سنوات ويخضع للعلاج، لكن كل شيء توقف فجأة منذ اعتقاله في يوليو، وعلى الرغم من الألم الفظيع الذي يعاني منه قال محاميه إن الاحتلال قرر اعتقاله إداريًا دون تهمة أو محاكمة، وتم تجديده له مؤخرا دون أي اكتراث لوضعه الصحي أو لخطورة حالته التي تزداد سوءا يوما بعد يوم".

تسارع مقلق على مدار السنوات القليلة الماضية لوحظ انتشار سريع لمرض السرطان بين الأسرى الفلسطينيين. 

وتوضح منظمات حقوق الإنسان أن هناك عدة أسباب وراء هذه القضية بينها قيام الاحتلال بزرع أجهزة تشويش وأجهزة المراقبة الأخرى في جميع السجون، والتي ثبت أنها ضارة بصحة الأسرى.

وبعد استشهاد الأسير أبو حميد طالبت عائلات الأسرى المرضى بالسرطان بدق ناقوس الخطر لأجل إنقاذ حياتهم، حيث يتعمد الاحتلال عدم متابعة وضعهم الصحي ما يؤدي إلى تفشي المرض في أجسادهم بسرعة كبيرة.

وضمن هذا الإطار أعلنت عائلة الأسير المحرر زيد الكيلاني من مدينة نابلس في مايو الماضي عن استشهاده بعد أقل من شهر على تحرره.

وقالت العائلة إن الكيلاني اعتقل سبع مرات أمضى خلالها أكثر من أربعة أعوام في سجون الاحتلال، وفي المرة الأخيرة من الاعتقال عانى من أوجاع عدة وتجاهلت إدارة السجون طلبه المتكرر لإجراء الفحوصات، ثم أفرج عنه وتدهورت حالته الصحية لتظهر إصابته بالمرض في درجته الرابعة.

معاناة الأسرى من مرضى السرطان تتفاقم يوميا دون أي مراعاة لحالتهم الصحية، حيث ينهش المرض أجسادهم وتحفر الزنازين قهرها في جلودهم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020