أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن مراكز التوقيف والتحقيق تشهد اكتظاظا متزايدا نتيجة تصاعد عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال يومياً من أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتين، كما تتضاعف معاناتهم في فصل الشتاء.
وأوضح مركز فلسطين أن الاحتلال صعد خلال الشهور الماضية من عمليات الاعتقال بين المواطنين الفلسطينيين بحيث لا تكاد تمر ساعة بدون تسجيل حالة اعتقال أو أكثر من أنحاء الأراضي الفلسطينية حيث يفرج عن بعضهم بعد التحقيق لساعات على الحواجز أو داخل المستوطنات القريبة بينما يتم نقل الآخرين مباشرة إلى مراكز التوقيف والتحقيق وعددها يتجاوز سبعة مراكز.
الباحث رياض الأشقر مدير المركز أشار إلى أن مراكز التوقيف المختلفة تكتظ بالمعتقلين وخاصة مركز توقيف عوفر القريب من رام الله الذي يصل عدد الموقوفين بداخله أكثر من 160 أسيراً، رغم أن طاقته لا تستوعب هذه الاعداد، وقد تصل فترة توقيفهم في تلك المراكز إلى 3 شهور كاملة يقاسون خلالها ظروفا قاسيةومأساوية وتتعمد إدارة السجون تأخير نقلهم الى الأقسام لمضاعفه معاناتهم.
وأشار الأشقر إلى أن الأسرى في مراكز التوقيف لا تتوفر لديهم أدنى مقومات الحياة البسيطة، ولا يملكون سوى ملابس خفيفة لا تقي برد الشتاء، وكذلك لا توفر سلطات الاحتلال في تلك المراكز سوى غطاء خفيف عبارة عن "بطانية متسخة"، وفرشة قديمة مهترئة، حيث يشتكي الاسرى في بعض الأيام من تجمد أطرافهم نتيجة البرد الشديد في فصل الشتاء.
وبين الأشقر أن الأسرى في مراكز التوقيف يعانون أشد المعاناة نظرا لكونهم في مراحل الاعتقال الأولى ويتعمد الاحتلال تغليظ العقوبة عليهم للتأثير على نفسياتهم وتحقيق سياسة الخوف والردع، لذلك يمارس بحقهم كل أشكال الانتهاك ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وهذه المعاناة تستمر لشهور قبل نقلهم الى الاقسام.
وتفتقر مراكز التوقيف الى وسائل التدفئة والمياه الساخنة، حيث تتضاعف معاناة الاسرى وخاصه في أيام المنخفضات وتدني درجات الحرارة إضافة الى أن الطعام المقدم للأسرى سيء كماً ونوعاً، كما ان هناك أسري مرضى بحاجة لطعام خاص ترفض الإدارة توفيره امعاناً في التنكيل بهم، إضافة الى معاناة النقل بسيارة البوسطة الى المحاكم والتي تعتبر رحلة عذاب.
ونوه الأشقر أن مركز التوقيف والتحقيق في "عتصيون" الذي يقع بين مدينتي بيت لحم والخليل يعتبر من أسوأ تلك المراكز حيث يتكدس بداخله العشرات من الأسرى وتنتشر في زنازينه الرطوبة والعفن بشكل كبير، كما تتعمد الادارة اجراء حملات تفتيش مستمرة تقوم خلالها بإخراجهم في البرد لساعات دون ملابس أو أغطية مع انعدام وسائل التدفئة للأسرى.
وتجبر عناصر الادارة الأسرى في عتصيون على التعري بحجة التفتيش الشخصي خلال البرد بحثاً عن أغراض ممنوعة كما تدعى، علما بان هؤلاء المعتقلين تم تفتيشهم بشكل دقيق حين الاعتقال، وخلال التحقيق، إلا أن الإدارة تمعن في انتهاك كرامة الأسرى، وتقدم الإدارة للأسرى طعاماً منتهي الصلاحية و تحتجزهم فى بركسات حديدية شديدة البرودة.
وطالب الاشقر المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر بزيارة مراكز التوقيف والتحقيق للاطلاع بشكل على حقيقة ممارسات الاحتلال اللاإنسانية بحق الأسرى والتي تصل الى جرائم الحرب، والضغط على الاحتلال للالتزام بمعايير القانون الإنساني في التعامل مع الأسرى وتوفير مستلزماتهم الحياتية الضرورية والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة الاسرى في مراكز التوقيف وتقصير مدة وجودهم فيها.