مركز فلسطين: الشهيد أبوحميد ليس الأخير والباب لا يزال مفتوحاً لارتقاء مزيد من الأسرى شهداء
إعلام الأسرى

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن استشهاد الأسير "ناصر أبوحميد" نتيجة الإهمال الطبي لم يغلق باب ارتقاء الشهداء داخل السجون، فلا يزال الباب مفتوحاً لارتقاء مزيد من الشهداء بين الأسرى لوجود العشرات منهم أصحاب أمراض خطيرة.

وأشار مركز فلسطين الى أن سياسة الإهمال الطبي كانت سبب مباشر في استشهاد (77) أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال منذ عام1967، ولا يزال الاحتلال يستخدمها بشكل متعمد وممنهج وبتعليمات من مستويات سياسية وأمنية عليا في كيان الاحتلال، مما يعني أن ارتقاء شهداء جدد بين الأسرى هي مسألة وقت فقط وأن القائمة لن تتوقف عند الشهيد ابوحميد .

وأضاف مركز فلسطين ان الجريمة لا تزال مستمرة وان الخطر يحدق بمئات الاسرى المرضى الذين يتعرضون للموت البطيء في ظل اهمال طبي يفاقم حالتهم المرضية يوماً بعد يوماً الى ان تصل الى مراحل خطيرة يصعب معها الشفاء مما يقربهم الى الموت أكثر فأكثر.

وكشف مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" أن الأسير "أبوحميد" تعرض لعملية إعدام بطيء نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله، وعدم تلقي أي رعاية طبية حقيقة، الى أن تأكد اصابته بمرض السرطان فى أغسطس من العام الماضي، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي الى أن ارتقى شهيداً بعد 20 عاماً متتالية قضاها في سجون الاحتلال، إضافة الى 10 سنوات سابقة متفرقات.

وحذر "الأشقر" بأن قافلة شهداء الحركة الأسيرة لم تتوقف، فهناك أكثر من (650) أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم حوالي (130) أسير مصابون بأمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة، إضافة الى استمرار الاحتلال في استخدام وسائل التعذيب العنيفة المحرمة دولياً والتي تفضي الى الموت.

وبين الاشقر ان الأسير ابوحميد استشهد نتيجة معاناته من مرض السرطان وترك خلفه 23 اسيراً آخرين يعانون من أورام سرطانية بمختلف أنواعها حياتهم مهددة بالخطر الحقيقي، وقد لا يمهلهم هذا المرض كثيراً ، فى ظل تعمد الاحتلال تركهم للموت البطيء وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، وبالمقابل يرفض الاحتلال إطلاق سراحهم ولا يقدم لهم سوى بعض المسكنات.

ونوه الأشقر الى أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها والسيطرة عليها لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل، ولكن الاحتلال يتعمد إهمال علاجها لفترات طويلة تصل لسنوات مما يؤدي الى تفاقم أوضاعهم الصحية ووصولها الى أوضاع صعبة، وتتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة وخطيرة يصعب علاجها.

وأكد الأشقر أن الاحتلال يتعمد ترك الأسرى فريسة للأمراض وذلك بعدم إجراء فحوصات جدية للمرضى منهم، وغالبا ما تتم معاينتهم بالنظر فقط، وأحيانا وصف العلاج والمداواة بالحديث معهم دو فحص حقيقى، اضافة الى تأخير إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، أو إجراء تحاليل طبية وصور إشاعة، لعدة سنوات مما يفاقم حالتهم الصحية، ولا يوفر الاحتلال أطباء مختصين، بل أن الاحتلال يضع ممرضين فى السجون وليس أطباء.

ودعا الأشقر الى أن يكون استشهاد الأسير ابوحميد دافعاً قويا لتسليط الضوء هذا الملف الهام من جديد الذي يعرض حياة العشرات من الاسرى للخطر الشديد والموت في أي لحظة، وفى مقدمتهم الاسرى المصابين بالسرطان الذي يقترب منهم الموت بشدة.

وناشد الأشقر كافة المؤسسات الطبية الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، الخروج عن صمتها والتدخل العاجل لحماية الاسرى، ووقف الاستهتار بحياتهم والجريمة الطبية التي ترتكب بحقهم والتي تهدف لقتلهم بعدم تقديم العلاج المناسب لهم، والعمل الجاد من أجل إطلاق سراحهم في أقرب وقت قبل فوات الأوان.



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020