أُعلن فجر اليوم الثلاثاء 20/12/2022 عن استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (49 عاما) من سكان مخيم الأمعري برام الله بعد معاناته لأشهر مع مرض السرطان.
وقالت عائلة الشهيد إن مستشفى "أساف هروفيه" وإدارة سجون الاحتلال أبلغتها باستشهاده بعد تدهور وضعه الصحي بشكل كبير مؤخرا وتفشي مرض السرطان في جسده، حيث تعرض لأهمال طبي متعمد من قبل الاحتلال ما أوصله إلى مرحلة عدم الاستجابة للعلاج أو حتى المسكنات.
وكان أبو حميد نقل بشكل عاجل أمس من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هروفيه" بعد دخوله في غيبوبة كاملة، حيث سمح الاحتلال لعائلته بزيارته لعدة دقائق في المستشفى واعتُبرت زيارة الوداع له نظرا لحالته المتدهورة.
وكان الأسير الشهيد تعرض أبو للاعتقال الأول قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأُعيد اعتقاله مجددًا وحكم عليه الاحتلال بالسّجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليُعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه، وأُعيد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.
وإبان انتفاضة الأقصى انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددًا واعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد سبع مرات و50 عامًا، وإلى جانبه أربعة أشقاء آخرون يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، ثلاثة منهم اعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم: نصر، ومحمد، وشريف، أما شقيقهم الخامس إسلام فاعتقل عام 2018 ويواجه كذلك حُكمًا بالسّجن المؤبد و8 سنوات، بينما شقيقهم عبد المنعم أبو حميد ارتقى عام 1994 وهدم منزلهم خمس مرات.
تعرضت والدة الأسرى أبو حميد مرات عديدة للحرمان من زيارتهم عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، كما أنهم فقدوا والدهم خلال سنوات أسرهم.
بدوره أكد مدير مكتب إعلام الأسرى، أحمد القدرة أن الشعب الفلسطيني برمته يودع اليوم أحد فرسان الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، الأسير الشهيد ناصر أبو حميد من مخيم الأمعري جنوب رام الله، الذي ارتقى داخل قلاع الأسر بعد حياة حافلة بالتضحية والجهاد.
وقال في تصريح صحفي:" يرحل عنا ناصر اليوم جسدًا لكن ذكراه الطيبة ستبقى خالدة فينا، تتناقل أعماله المشرفة الأجيال المتعاقبة ليكون قدوة لها في الجهاد ومقارعة العدو".
وأوضح أن الشهيد ناصر من سليل عائلة مجاهدة مضحية قدمت الشهيد عبد المنعم أبو حميد و5 أشقاء أسرى يواجهون أحكامًا مؤبدة في السجون، فداءً لفلسطين وتراب الوطن.
وأضاف:" إن أسيرنا البطل يرتقي اليوم بعد جريمة بشعة مارستها إدارة سجون الاحتلال بحقه ضمن سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي تمارس بحق الكثير من الأسرى المرضى في السجون".
وحمّل القدرة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، الذي انضم لشهداء الحركة الأسيرة ليرفع عددهم إلى (232)، ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين 11 منهم.
وتابع قائلا: "نطالب المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان والأمم المتحدة بالإسراع لزيارة السجون وفضح جريمة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى والجرائم الأخرى التي تقشعر لها الأبدان".
كما دعا القدرة أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لإعلان غضبهم على الاحتلال لوقف نزيف الأعمار وارتقاء مزيد من الأسرى شهداء.