طالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التدخل من أجل إطلاق سراح الأسرى كبار السن والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام.
وأوضح مركز فلسطين أن مواثيق الأمم المتحدة خصصت هذا اليوم لتكريم هذه الفئة العمرية التي قدمت خدماتها للإنسانية حتى وصلت لهذا السن، وجعلت من رعايتهم وتوفير الحياة الكريمة، والعلاج، والمرافق اللازمة لتلبية احتياجاتهم واجبا لابد من الالتزام بهم.
مضيفاً أن الاحتلال يحتجز أكثر من 86 مسنا فلسطينياً تجاوزت أعمارهم ال 60 عاماً، في ظل ظروف قاسية لا يحتملها الشبان عوضا عن كبار السن، بعضهم يقضي حكما بالسجن مدى الحياة كالأسير محمد الطوس من الخليل والذي بلغ من العمر 67 عاماً، وهو ثالث أقدم أسير في سجون الاحتلال وهو معتقل منذ عام 1985.
فيما أعاد الاحتلال عام 2014 اعتقال الأسير المحرر نائل البرغوثي (65 عاماً) من بلدة كوبر شمال رام الله بعد أن كان أمضى 34 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، وأعاد له حكمه السابق بالسجن المؤبد، بحيث قضى حتى الان 43 عاماً خلف القضبان.
مدير المركز الباحث رياض الأشقر أكد أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين كبار السن ويمارس بحقهم الإهانة والتعذيب، دون سبب لمجرد انه مواطنين فلسطينيين ثابتون على أرضهم، ولا يكاد يخلو يوماً من عمليات اعتقال أو اعتداء على كبار السن في أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبعضهم يطلق سراحه بعد التحقيق أو الضرب، وآخرين يتم نقلهم إلى السجون، وبعضهم تم تحويله الى الاعتقال الإداري كالأسير جمال زيد (64) عامًا من مدينة البيرة، حيث انه معتقل منذ أكثر من عام تحت الإداري رغم انه يعاني من الفشل الكلوي ويحتاج غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع، والأكاديمي الاسير ياسر حماد (63 عامًا) من قلقيلية، وهو ايضاً معتقل ادارى وجدد له مرتين .
وبيَّن الأشقر أن من بين كبار السن المعتقلين لدى الاحتلال 4 نواب من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني تجاوزا الستين من أعمارهما اكبرهم سناً النائب "محمد محمود أبو طير" من القدس ويبلغ من العمر 71 عاماً ويخضع للاعتقال الاداري وكان قد أمضى ما يزيد عن 35 عاما من عمره في السجون، والنائب الأسير" احمد سعدات" 69 عاماً، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً، والنائب "حسن يوسف " 67 عاماً، وهو معتقل ادارى، والنائب "مروان البرغوتى" 64 عاماً ومحكوم بالسجن المؤبد المتكرر ومعتقل منذ 2002.
وكشف الأشقر أن كافة الاسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وعددهم 25 اسيراً إضافة الى عشرات آخرين من عمداء الاسرى وغيرهم تجاوز أعمارهم 60 عاماً كونهم معتقلين منذ عشرات السنين، ولا زالوا، ويرفض الاحتلال إطلاق سراحهم رغم ان ظروف العديد منهم الصحية صعبة وعدد منهم مصاب بأمراض خطرة كالأسير المسن المريض موفق عروق (79 عاما) من الناصرة بأراضي الـ 48 حيث يعاني من مرض السرطان في الكبد والمعدة يعاني من مشاكل في الرئة، وأخرى في الرؤية تهدده بفقدان البصر.
كذلك يعاني شيخ الأسرى وأكبرهم سناً الأسير فؤاد حجازي الشوبكي (84 عاما) من عدة أمراض أبرزها سرطان البروستاتا، ومشاكل في القلب، وارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري والضغط والبواسير، وهو معتقل منذ عام 2006.
وكان عدد من الأسرى المسنين استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة ظروف الاعتقال القاسية والإهمال الطبي المتعمد الذي مورس بحقهم كالأسير الشهيد جمعة إسماعيل موسى من القدس، والذي استشهد في عام 2008 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بعد 15 عاما من الاعتقال وكان يبلغ من العمر وقتها 65 عاماً.
كما استشهد الأسير سعدى الغرابلي (75 عاما) من حي الشجاعية بمدينة غزة، عام 2020 بعد ان أمضى 26 عاماً في سجون الاحتلال، وكان محكوم بالسجن مدى الحياة، بينما استشهدت في يوليو الماضي الأسيرة المسنة سعدية سالم فرج الله (65 عاما) من بلدة اذنا قضاء الخليل، في سجن الدامون بعد ان أصيب بجلطة قلبية نتيجة الإهمال الطبي وهي أم لثمانية أبناء.
وقال الأشقر بان الأسرى كبار السن يتعرضون كغيرهم من الأسرى إلى ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم، وكثيرا ما قامت إدارة السجون بعزل عدد منهم، او حرمانهم من الزيارة، وممارسة كذلك الإهمال الطبي بحقهم حيث يعانون جميعاً من أوضاع صحية صعبة لسوء الأوضاع الصحية والمعيشية في سجون الاحتلال.
وطالب مركز فلسطين المنظمات الدولية بعدم الانحياز للاحتلال، الأمر الذي يدفع به لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وان تقف موقف الحياد من قضايا انتهاك حقوق الإنسان التي ترتكبها سلطات الاحتلال. وان تعمل بشكل حقيقي وعاجل على إطلاق سراح كافة الاسرى كبار السن والمرضى من سجون الاحتلال.