صعدت سلطات الاحتلال بشكل كبير جداً من إصدار أوامر الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري، حيث رصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (1248) قرارا إداريا بين جديد وتجديد خلال الثمانية شهور الماضية.
وأوضح مركز فلسطين بأن من بين القرارات الإدارية التي صدرت منذ بداية العام (707) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت الى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (541) قرارا ادارياً صدرت بحق أسري لأول مرة، معظمهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى.
مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" أكد أن سلطات الاحتلال أساءت استخدام إجراء الاعتقال الإداري، فاستغلت الإجازة القانونية المسموح بها في الظروف الاستثنائية، وتوسعت في تطبيقها، دونالتزام بالمبادئ والإجراءات القضائية المنصوص عليها، ولا بالضمانات الإجرائية التي حددها القانون الدولي، واستخدمه الاحتلال كأداة عقاب جماعي بحق الفلسطينيين.
وعَّد "الأشقر" الاعتقال الإداري سياسة إجرامية الهدف منها استنزاف أعمار الفلسطينيين خلف القضبان دون سند قانوني، سوى اهواء ضباط جهاز المخابرات الذي يتولى إدارة هذا الملف، ويملي التعليمات للمحاكم الصورية بإصدار أوامر إدارية جديدة أو تجديد لفترات أخرى بناءً على ملفات سرية لا يسمح لاحد بالاطلاع عليها.
وأضاف الأشقر أن الاحتلال صعد من اللجوء للاعتقال الإداري نتيجة الاعتقالات الواسعة التي نفذها خلال الشهور الماضية لتطبيق سياسة الردع في محاولة للتأثير على المقاومة التي تصاعدت فى الضفة الغربية المحتلة واخماد العمليات المتواصلة ضد الاحتلال، حيث طالت القرارات الادارية كافة شرائح المجتمع الفلسطيني من نواب، وقادة الفصائل الوطنية والاسلامية، وحتى النساء، والأطفال، والمرضى.
وبين "الأشقر" أن الظلم الذي وقع على الأسرى جراء استنزاف أعمارهم خلف القضبان بالاعتقال الإداري دون وجه حق، دفع العشرات منهم الى خوض إضرابات فردية عن الطعام خلال السنوات الماضية، حيث خاض العام الماضي 41 اسيراً إضرابات عن الطعام وصل عدد منها الى ما يزيد عن 4 شهور.
وكشف "الأشقر" بأن أعداد الأسرى الاداريين ارتفعت منذ بداية العام الماضي، بشكل ملحوظ حيث وصلت في الوقت الحالي الى حوالي (730) اسيراً، ومن بينهم (4) من نواب المجلس التشريعي، وأسيرتين هما "بشرى الطويل" من البيرة، والأسيرة " شروق محمد البدن" من بيت لحم، إضافة الى طفلين قاصرين.
وبين "الأشقر" بأن الأسرى الإداريين خاضوا منذ بداية العام الجاري خطوة مقاطعة المحاكم الإدارية، بهدف تسليط الضوء على قضيتهم، وتحريك المياه الراكدة بملف الاعتقال الإداري الذي تصاعد في السنوات الأخيرة، ودفع الجميع للقيام بمسؤولياته لوضع هذا الملف أمام المحاكم والمؤسسات الدولية لإجبار الاحتلال على الحد من استخدامه.
وطالب "الأشقر" بموقف دولي جاد وحقيقي تجاه هذه السياسة الإجرامية بحق الأسرى، التي تخالف كل المحددات والشروط التي وضعها القانون الدولي عند اللجوء للاعتقال الإداري بشكل استثنائي، حيث يستخدمه الاحتلال كعقاب جماعي للفلسطينيين بشكل تعسفي .