استمرارًا في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسير المريض أحمد مناصرة رفضت محكمة الاحتلال الاستئنافات الذي تقدم به طاقم الدفاع عن الأسير لإلغاء تصنيف ملفه كملف "إرهاب" والإفراج عنه.
مكتب إعلام الأسرى أفاد أن محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع عقدت اليوم الخميس الموافق 1/9/2022 جلسة للأسير مناصرة لبحث الطلب المقدم من هيئة الدفاع عنه لإلغاء تصنيف ملفه كملف "إرهاب" كما تدعي النيابة العسكرية، والمطالبة بإطلاق سراحه نظرا لوضعه النفسي والصحي السيء، الا أن الطلب رفض وهي ليست المرة الأولى التي يرفض فيها الاحتلال مثل هذا الطلب لإغلاق الباب الذي من الممكن أن يؤدي الى الافراج عنه وإنقاذ حياته.
المحامي خالد زبارقة الذي يتابع ملف مناصرة أمام محاكم الاحتلال قال إن المحكمة تذرعت أن قانون "الإرهاب" يسري على قضية مناصرة وتجاهلت مسألة سنه المبكرة في ذلك الحين ( 13 سنه وتسعة أشهر)، وأدعت أن الوضع الصحي والنفسي لأحمد غير خطير بشكل كافي للإفراج عنه.
وأضاف زبارقه أن إبقاء تصنيف ملفه كملف "إرهاب" لا يسمح لطاقم الدفاع بعرض الملف أمام لجنة الإفراجات أو ما تعرف بلجنة "ثلثي المدة"، حيث يشترط بنقل ملفه إلى لجنة الإفراجات أن يكون ملفه غير مصنف ضمن قانون "الإرهاب".
بدأت معاناة الطفل مناصرة في الثاني عشر من أكتوبر للعام 2015 عندما كان طالباً في الصف السادس ولم يتجاوز عمره 13 عاما حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه، وأصيب بجروح خطيرة واستشهد في نفس الحادث ابن عمه "حسن خالد مناصرة" (15 عاما)، الذي كان برفقته، وتم اعتقاله ونقله الى المستشفى، بعد أن اتهمهم الاحتلال بتنفيذ عملية طعن لمستوطنين قرب مستوطنة بيسغات زئيف في مدينة القدس.
مكتب إعلام الأسرى قال إن الاحتلال أطلق النار على أحمد، وقام باعتقاله في ظروف صعبة، رغم انه لم يتجاوز حينها 13 عاماً من عمره، كما تعرض لمحاولة قتل حيث قام الاحتلال بدهسه بأحد الاليات العسكرية وهو ملقى على الأرض وينزف الدماء، ولم يقدم له اسعاف عاجل، لأكثر من نصف ساعة قبل أن ينقل الى المستشفى، وقبل أن يتم شفاؤه بشكل كامل نقل الى التحقيق.
وأضاف إعلام الأسرى بأن الطفل "مناصرة" رغم صغر سنه، وعدم شفاؤه من الإصابة بشكل كامل، الا أنه تعرض لجولات من التحقيق على يد ضباط المخابرات، ووجهت المحكمة المركزية في القدس المحتلة تهمة الطعن ومحاولة القتل وأصدرت بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 12 عامًا، اضافة الى غرامة مالية باهظة قدرها (46 ألف دولار)، وبعد استئناف من قبل المحامي تم تخفيض الحكم الى 9 سنوات ونصف، أمضى منها 7 سنوات.
ولاتزال العبارة الشهيرة "مش متذكر" التي خرجت من الطفل "مناصرة" ورغم مرور 7 سنوات عليها يتردد صداها في الأفق لتبقى شاهداً حياً على جرائم الاحتلال بحق القاصرين وأصبحت كلمة السر في صمود أطفال فلسطين أمام وحشية الاحتلال وهمجيته وأمام كل محاولاته لتدميرهم نفسياً وجسدياً .
أصيب أحمد حين اعتقاله إصابات بالغة منها كسر في الجمجمة وترك ينزف لأكثر من نصف ساعة وكان ينتظر الاحتلال موته، وبعدها تم نقله الى المستشفى، وهنا يكون أحمد قد تعرض لصدمتين وهو في هذا السن الصغير جداً، الأولى باستشهاد ابن عمه أمام عينه، والثانية محاولة اغتياله بالرصاص والضرب والدعس ، هذا الأمر ترك بصمة قاسية في نفسيته لا يمكن نسيانها واثرت عليه بشكل كبير فيما يعد .
استمرت فصول المجزرة بحق الطفل مناصرة بعد ذلك حيث نقل إلى المستشفى ومكث في العناية المركزة، لعدة أيام فقط، ولم ينتظر الاحتلال ان يتم شفاؤه وان يتعافى فقام بنقله الى مركز التحقيق وهناك تعرض للعديد من اساليب التحقيق القاسية والمحرمة دولياً .
لم يكتف الاحتلال بسلسلة الجرائم التي تعرض لها أحمد إنما اتخذ قرارا بتدمير أحمد حيث تعرض بعد اعتقاله بعام لعمليات غسيل دماغ، حيث تم نقله إلى اقسام الجنائيين، وتعرض لضغط نفسي هائل، وتم عزله لفترة طويلة وكان الاحتلال يقيد إحدى يدي أحمد وإحدى رجليه في جدار الزنزانة لمدة تزيد على 24 ساعة، وهو ما كان يضطره لقضاء حاجته على نفسه، وهو ما زاد من سوء حالته الصحية والنفسية كذلك حرم من زيارة عائلته لفترة طويله.