يستعد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال لخوض إضراب جماعي عن الطعام قوامه ١٢٠٠ أسير من جميع الفصائل، وذلك رداً على تعنت إدارة السجون الصهيونية لعدم التزامها بالاتفاق السابق الذي تم في آذار/ مارس الماضي.
وأمام هذه الخطوات التصعيدية التي ينفذها الأسرى وحالة القهر المستمر الذي يعيشونه واقعا يوميا، وفي ظل ما يقاسونه من إجراءات تعسفية جديدة تفرضها إدارة السجون الصهيونية، يُطرح التساؤل "ما المطلوب من الشارع الفلسطيني؟"، وهو تساؤل كبير كون الأسرى يعولون على حراك الشارع لنصرة احتجاجاتهم.
التحرك الموحد
ورغم الحالة الأمنية التي يفرضها الاحتلال على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل والحصار المطبق على قطاع غزة؛ إلا أن إجماع الشارع الفلسطيني كان دوماً على قضية الأسرى والتفاعل معها.
ويقول المواطن مجد العمور من سكان مدينة رام الله لـ مكتب إعلام الأسرى إن التفاعل مع قضية الأسرى مستمر دوماً لعدة أسباب أهمها أن كل عائلة فلسطينية جربت الاعتقال وقدمت أسرى من أبنائها بل وتقدمه يوميا، حيث أن حملات الاعتقال اليومية تطال عشرات الشبان من مختلف المناطق الفلسطينية.
ورأى أن سببا آخر يقف وراء التفاف الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى وهو أن هؤلاء الصابرين خلف القضبان هم أبناء هذا الشعب، وقدموا أغلى ما يملكون وهو أعمارهم ثمناً لحرية شعبهم، ولم يأبهوا لتعذيب السجان وممارساته والعقوبات التي يفرضها عليهم.
واعتبر العمور أن المعركة التي ينوي الأسرى خوضها يوم الخميس هي معركة مشروعة أمام آلة الحرب الصهيونية التي تستمر ضدهم يومياً، مبينا أن السجان بات لا يأبه بالقوانين الدولية ولا الأعراف ويكسر كل الشرائع في التعامل مع الأسرى الذين يجب أن تتم معاملتهم كأسرى حرب وفقا للوثائق الدولية.
وأضاف:" إذا أردنا نصرة أسرانا والوقوف معهم في معركتهم فيجب أن يكون حراكنا موحدا كشعب فلسطيني، وألا يقتصر على منطقة بعينها بل أن يطال كل المدن والبلدات والمخيمات من شمال فلسطين إلى جنوبها، وأن يشارك الفلسطينيون في الخارج بهذه الفعاليات كي يعلم الاحتلال أن الأسرى ليسوا وحدهم".
عائلات الأسرى
وعلى الجانب الآخر تقف عائلات الأسرى الفلسطينيين وحيدة في الميدان لتساند أبناءها رغم أن الدعوات مستمرة بضرورة نصرة الأسرى في معركتهم القريبة.
وتقف والدة الأسير فادي غانم وهي ترفع صورته في وقفة مساندة للأسرى على دوار المنارة برام الله، حيث تحرص أن تشارك في كل الفعاليات منذ اعتقال نجلها في دوامة الإداري التي لم يكد يتحرر منها حتى أعيد اعتقاله مجددا.
وتقول إنها لن تمل من المشاركة في الفعاليات في حر الصيف أو برد الشتاء لأنها تشعر بوجع ابنها في زنازين الاحتلال وقهره المستمر، ولكنها لا ترى مشاركة واسعة في الفعاليات من فئات الشعب المختلفة.
وتضيف:" نحن أهالي الأسرى نقف وحدنا في الميدان ونأمل ألا يطول هذا الأمر كثيراً، وأن يعيد الشعب التفافه حول نصرة الأسرى الذين لا يوجد لهم بعد الله أمل إلا بشعبهم وتحركاته وفعالياته، للأسف فإن معظم الوقفات يكون المشاركون فيها هم أهالي الأسرى وحدهم، وهذا يفطر قلوبنا لأننا نعلم أن الأسرى يستمدون قوتهم من الشارع".