إعلام الأسرى: الأسرى المرضى يواجهون الموت البطيء في سجون الاحتلال
إعلام الأسرى

في الوقت الذي عرضت فيه كتائب القسام، الثلاثاء، مشاهد للجندي الأسير "هشام السيد" تظهر عليه ملامح المرض وموصولا بجهاز تنفس، يعاني مئات الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال الويلات نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

مكتب إعلام الأسرى أوضح أن سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال تعتبر احدى الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها ادارة سجون الاحتلال لقتل الأسرى بشكل بطئ، وتركهم فريسة للأمراض تنهش في أجسادهم.

وأكد ارتفاع عدد الأسرى المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان في مراحل متقدمة، والجلطات القلبية وغيرها نتيجة عدم الكشف المبكر على الأسرى، وعدم تقديم علاجات مناسبة للأمراض التي تصيبهم في مراحلها الأولى، والاستهتار بحياتهم بعدم اجراء عمليات جراحية أو فحوصات ضرورية لهم.

كان آخر هؤلاء الأسرى يعقوب قادري من جنين وهو أحد الأسرى الستة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع في عملية النفق الشهيرة في سبتمبر من العام الماضي، حيث أعلن الاحتلال أن الفحوصات التي أجريت له مؤخراً أثبتت اصابته بالسرطان، بينما أصيب الأسير شادي غوادرة (34 عامًا) من بلدة بير الباشا بجنين، بورم سرطاني في الرئة، و يعاني من تفاقم واضح على وضعه الصحي، يرافق ذلك مماطلة متعمدة من قبل إدارة السجون في إجراء الفحوص الطبية اللازم له، وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسّجن مدى الحياة.

وأشار إعلام الأسرى الى حالة الأسير المريض "معتصم طالب رداد" من بلدة صيدا قضاء طولكرم حيث يعاني منذ سنوات طويلة في عيادة "سجن الرملة"، من ظروف صحية قاسية حيث أنه مصاب بسرطان في الأمعاء ويخضع لجلسات العلاج الكيماوي في مستشفيات الاحتلال.

وكان الاحتلال اعتقل "رداد" بتاريخ 12/01/2006 بعد اصابته بجراح أثناء اشتباك مسلح في مدينة جنين حيث استشهد رفيقيه في حينه، وتعرض هو لأبشع انواع التحقيق الميداني، حيث كانت الشظايا تملأ جسده والدم ينزف منه.

وبعد 17 عاما على اعتقاله، يعد الأسير رداد  من الأسرى المرضى الأشدّ خطورة، والمهددين بفقدان حياتهم في أيّ لحظة نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد، الذي ينتهجه الاحتلال بحقه وبحق مئات الأسرى الفلسطينيين.

الحاجة "آمنة رداد" والدة معتصم قالت إنها ذهبت في إحدى الزيارات لنجلها وصدمت من هول المشهد، حيث كان معتصم في حالة صعبة جداً، لم يعد يقوى على الوقوف.

وعبّرت الأم عن قلقها البالغ وبكل حزن على ولدها كونه خسر نحو 20 كيلوغراماً من وزنه و70 في المائة من أمعائه، وهو يموت في كلّ يوم ألف مرة.

وكشف إعلام الأسرى أن العشرات من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة جدا، كمرض السرطان والفشل الكلوي ، والجلطات القلبية ، وانسداد الشرايين ، والكبد الوبائي ، وغيرها من الأمراض ، وهؤلاء لا يتلقون رعاية طبية مناسبة، فيما يماطل الاحتلال في إجراء عملية جراحية عاجلة لأحدهم لسنوات طويلة ، مما يضاعف من نسبة الخطورة على حياتهم.

وبين إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال تنتهك الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه (تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، والغرض منها بصورة خاصة مراقبة الحالة الصحية والتغذوية العامة، والنظافة، وكذلك اكتشاف الأمراض المعدية، ويتضمن الفحص بوجه خاص مراجعة وزن كل شخص معتقل، وفحصا بالتصوير بالأشعة مرة واحدة على الأقل سنوياً).

و يقبع في ما يعرف بمستشفى الرملة (18) اسيراً منذ سنوات هم أصحاب أخطر الأمراض، ولا يقدم لهم علاج حقيقي أو رعاية طبية سليمة، كما لا يتوفر بداخله أطباء مختصين كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن، فيما لا تتوفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو، والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.

ودعا إعلام الأسرى الى ضرورة  التدخل العاجل والعمل على إطلاق سراح الأسرى المرضى بشكل فورى، وإرسال لجان طبية لفحص الظروف التي تؤدي الى إصابة الأسرى بالأمراض الصعبة داخل السجون، وإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان .

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020