الأسير محمود أبو وردة.. قهر المرض يضاعفه السجان
إعلام الأسرى

تحاول كل يوم متابعة أخبار الأسرى في سجون الاحتلال ومعرفة تفاصيل حياتهم؛ فقطعة من قلبها هناك تقبع بين السجن والمرض وقهرهما المستمر؛ تحت اسم اعتقال إداري بغيض يسرق من العمر أجمله ومن الحياة لحظاتها العطرة.

وتتكرر تلك الحياة اليومية مع عائلات كل الأسرى الذين يقاسون المرض والقيد؛ فالاحتلال يستغل مرضهم وأوجاعهم ويستفرد بهم لتنفيذ أجندته العنصرية ضدهم، فمنهم من يعيش سنوات من المعاناة والقهر ومنهم من تفيض روحه لبارئها وهو يشكو ظلم السجان والزنازين.

المرض والإداري

الأسير محمود أبو وردة من مخيم الفوار جنوب الخليل اعتقل مرات عديدة، وبعد اعتقاله قبل الأخير اكتشف إصابته بمرض السرطان الذي ينهش جسده.

وتقول زوجته لـ مكتب إعلام الأسرى إنه اعتقل عدة مرات، وفي اعتقاله قبل الأخير عانى من آلام عدة وبعد تحرره أجرى فحصا طبيا ليكتشف وجود ورم سرطاني في الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلية اليسرى.

ولكنه ما لبث أن بدأ علاجه ومتابعته الطبية حتى أعيد اعتقاله من جديد، أي أنه لم يمض خارج الأسر سوى تسعة أشهر لم يتمكن خلالها من إكمال العلاج، فزاد السجن مرضه وتعبه.

وتوضح أنه منذ اعتقاله الحالي في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو يعاني من تدهور صحي تمثل بالتعب العام والإرهاق والدوار والغثيان والآلام المستمرة بكل الجسم والعضلات.

وتضيف:" اكتشفنا وجود الورم عقب الإفراج عنه في الاعتقال قبل الأخير وكنا بدأنا العلاج في المستشفى الأهلي بالخليل، ولكن المدة بين الاعتقالين لم تتجاوز تسعة أشهر فلم نكمل العلاج المطلوب".

وتناشد الزوجة القلقة على صحة زوجها المؤسسات الحقوقية والإنسانية للتدخل للإفراج عنه وتقديم العلاج المناسب ومتابعة وضعه الصحي.

معاناة عائلية

منذ اعتقال الأسير أبو وردة تم تحويله فورا للاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ورغم المرض والتعب إلا أنه تم تجديده له لأربعة أشهر أخرى دون أي مراعاة لوضعه الصحي.

وتقول زوجته إنه أمضى أكثر من ١٠ سنوات ويقلع حاليا في سجن النقب الصحراوي، بينما تماطل إدارة السجون بتقديم العلاج المناسب له وتمارس سياسة الإهمال الطبي أسوة ببقية الأسرى المرضى.

وخلال سنوات اعتقاله عانى أطفاله من الإداري وآثاره؛ فكانت طفولتهم مرتبطة بالاقتحامات للمنزل وتخريب محتوياته وتغييب الوالد بشكل مستمر لسنوات.

وتشير زوجته إلى أن لديهما خمسة أبناء أكبرهم صلاح الدين (١٨ عاما) والذي اعتقل قبل عدة أسابيع للمرة الثانية وتم التنكيل به بالضرب الوحشي والتحقيق معه قبل الإفراج عنه.

وتختم قائلة:" الاحتلال يحاول مضاعفة آلامنا وجراحنا؛ فما إن يكتشف أن الأسير مريض حتى يزيد من معاناته ويبدأ باستغلال مرضه، ونحن لا نملك سوى المناشدة والدعاء لعل الله يخفف آلامهم ويفرج عنهم ويفك أسرهم".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020