عندما يجتمع المرض والسجن وتكون فرص الموت أقرب منها الى الحياة فاعلم جيداً أن هذا الانسان أسيرًا في سجون الاحتلال، فهو الوحيد الذي يستهتر بحياة الأسرى ولا يتورع عن الزج بهم في ظروف قاسية لا تمت الى الإنسانية بصلة.
أحد ضحايا الاحتلال جراء الإهمال الطبي الأسير "عبد الباسط معطان" (48 عامًا) من بلدة برقة قضاء رام الله "والذي أعيد اعتقاله في أكتوبر الماضي رغم أنه مصاب بمرض السرطان القاتل، وهناك خشية على حياته في ظل ظروف الاعتقال السيئة بعد أن صدر بحقه قرار اعتقال إداري دون تهمة لمدة 6 شهور.
مكتب إعلام الأسرى أوضح أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المرضى على اختلاف الأمراض التي يعانون منها بما فيها الخطيرة، دون الالتفات الى الخطورة الحقيقية على حياتهم جراء ظروف التحقيق والسجن القاسية والتي تؤدي الى تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير، واكبر دليل على ذلك اعتقال الأسير المحرر المريض بالسرطان "معطان" .
وأضاف إعلام الأسرى ان الاحتلال يمارس سياسة القتل البطيء بحق الأسير "معطان" وخاصة ان المجال مفتوح لتجديد الإداري له لفترات أخرى بعد انتهاء الأمر الإداري الحالي، ومن الممكن ألا يتحمل جسده طول الاعتقال كونه يعاني من مرض خطير، ولا يتلقى أي رعاية أو علاج حقيقي في سجون الاحتلال مما يعرضه للخطر الشديد على حياته.
السيدة "زبيدة معطان" زوجة الأسير عبد المعطى قالت إن قوات الاحتلال اعتقلت زوجها بعد مداهمة منزلهم في منتصف الليل في 25/10/2021 دون مراعاة لظروفه الصحية حيث أظهرنا لضابط الدورية التقارير الطبية التي تؤكد اصابته بالسرطان إلا أنه لم يعبأ كثيراً بها، كذلك قام الاحتلال بمصادرة الأدوية التي اصطحابها معه وأعطوه أدوية أخرى بزعم أنها مشابهة لتلك التي يتلقاها، وبعد الأحداث الأخيرة في السجون حرمته إدارة السجن من الحصول على الدواء رغم خطورة وضعه الصحي وحاجته لرعاية طبية دائمة.
وأعربت زوجة الأسير "معطان" عن خشيتها الشديدة على حياته وخاصة بعد أن ظهرت عليه علامات التعب والأعراض التي عانى منها سابقاً مثل خروج الدم مع البراز وغيرها، وأوضحت أنه يعاني من مشاكل في التنفس والرئة وتضخم في الكبد وبداية فشل كلوي وهو يخشى أن يكون الورم قد عاد له، حيث كان قبل اعتقاله يجري صورة طبقية للتأكد من سلامة الأعضاء الداخلية، ووضعه الصحي بحاجة لمراقبة ورغم ذلك حرمه السجانون من الدواء.
وتابعت أنه في شهر نوفمبر كان من المفترض أن يجري تحاليل وصوراً جديدة، وخلال الشهر المقبل يجب أن يعود إلى تركيا لإجراء صورة إشعاعية جديدة بعد أن أظهرت الصورة القديمة التي أجراها هناك قبل شهر من اعتقاله، وجود نشاط في منطقة استئصال الورم في الغدد اللمفاوية والقولون ولكن الاحتلال لم يمهله ليتم علاجه إنما قام باعتقاله وفرض عليه الاعتقال الإداري التعسفي.
وطالبت بالإفراج عن زوجها لأن لديهم تخوف حقيقي على وضعه الصحي، لأن الخلايا السرطانية قابلة للانتشار ويجب أن تبقى تحت المراقبة، واعتقله الاحتلال قبل أن يجري الفحوصات اللازمة وقبل اعتقاله كان يجري صورة طبقية وفحوصات كل شهرين، حتى يبقى على اطمئنان على وضعه الصحي ويعلم الأطباء الدواء اللازم له، وفي ظروف السجن لا يتوفر شيء مما يحتاجه من النظام الغذائي والاستقرار النفسي.
من جانبه أفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن "إدارة سجن "عوفر" تُنفّذ جريمة بحقّ المعتقل الإداريّ المريض بالسرطان عبد الباسط معطان حيث تماطل بشكلٍ متعمد في توفير العلاج اللازم له، الأمر الذي أدى إلى تفاقم وضعه الصحيّ مؤخرًا بشكل ملحوظ"، وقد كان خضع لعدة عمليات جراحية قبل اعتقاله، جرى خلالها استئصال جزء من القولون، وتبين لاحقًا أن الخلايا السرطانية لم تنتهي، وهناك احتمالية بانتشار المرض، والتخوّفات على حياته كبيرة، خاصّة أنه بدأ يُعاني مؤخرًا من مشاكل في التنفس وأوجاع في الصدر".
القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك، كان شدد في تصريحات صحفية على ضرورة التدخل العاجل من كافة المؤسسات المختصة والحقوقية والانسانية والقانونية المحلية والدولية للإفراج عن الأسير المريض معطان والمعتقل إداريًّا بلا تهمة.
وقال أبو كويك: “إن الأسير عبد الباسط معطان يتهدده الموت البطيء”، مؤكدًا ضرورة التضامن الرسمي والشعبي معه في وجه ما يتعرض له في سجون الاحتلال.
وكشف إعلام الأسرى ان الأسير المريض "معطان" يحمل شهادة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعمل في سلك التعليم 20 عاماً ، وهذا الاعتقال ليس الأول له حيث كان اعتقل عدة مرات وأمضى ما مجموعه 9 سنوات في سجون الاحتلال ، معظمها في الاعتقال الإداري، وساهمت ظروف الاعتقالات وسوء التغذية في إصابته بالمرض ويعاني من سرطان في القولون، وكذلك في الغدد، وكان خضع سابقاً إلى عملية استئصال للورم وقد وصل المرض إلى مراحله المتأخرة، وهو بحاجة ماسة إلى رعاية طبية مستمرة، لكن إدارة السجن تتعمد إهماله طبيا كبقية الأسرى المرضى.
وحمَّل إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسير "معطان"، وناشد كافة المؤسسات الحقوقية، والتي تعنى بحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل العاجل للإفراج عنه ليستكمل رحلة علاجه من مرض السرطان قبل فوان الأوان وخاصة أنه معتقل ادارياً دون تهمة واضحة.
وقال إعلام الأسرى إن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي في السجون كسلاح فتاك يقتل به الأسرى بشكل بطيء، بعد تركهم دون علاج ورعاية فريسة للأمراض تنهش في أجسادهم نتيجة عدم إجراء كشف دوري مستمر لاكتشاف الأمراض في بدايتها، أو تقديم علاج ورعاية حقيقية بعد إصابة الأسرى بالمرض، الأمر الذي يراكم التعب والإجهاد والمرض في جسد الأسير ويؤدى الى زيادة خطورة المرض في جسده الى حد كبير يصعب فيما بعد شفائه او التخفيف من آلامه.