حالٌ قاسٍ يمر بعائلة الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش؛ فهو الأسير الوحيد الذي ما زال ملفه معلقا بيد مخابرات الاحتلال منتهكة حقه في الحرية والعودة لمنزله ليكون بين أطفاله.
ولعل هذه الجملة تكررت كثيراً لدى الأسرى؛ ولكن لدى هشام لها أهمية بالغة خاصة وأن أحد أطفاله "عز الدين" يمكث في المستشفى وهو يعاني من مرض في الكلى وسيخضع قريبا لعملية جراحية.
الأسير الصابر!
هشام أبو هواش (40 عاما) من سكان قرية الطبقة جنوب الخليل، لديه ٥ أطفال، أكبرهم 12عاما وأصغرهم سنة ونصف ويعمل في مجال البناء.
يقول شقيقه عماد لـ مكتب إعلام الأسرى إنه اعتقل ثلاث مرات سابقا؛ منها مرتان في الاعتقال الإداري أمضى في إحداهما 28 شهرا والثانية 18 شهرا، وخاض إضرابا مفتوحا عن الطعام سابقا لمدة 20 يوما دعما للأسرى المضربين.
وفي فجر 27/10/2020 تم اعتقاله من منزله ونقل إلى مركز توقيف "عتصيون" ثم تم تحويله لسجن عوفر وإبلاغه بالاعتقال الإداري لستة أشهر؛ بعدها تم تجديدها لستة أشهر إضافية، وكانت له جلسة محكمة في 16/8/2021 لتحديد سقف اعتقاله الإداري ولكنه تفاجأ بأن نيابة الاحتلال أبلغت المحامي أنه لن يتم فتح ملفه قبل عامين من الاعتقال الإداري.
وأوضح أنه بعد ذلك قرر دخول الإضراب عن الطعام في اليوم التالي أي في 17/8/2021 وجرى نقله إلى الزنازين الانفرادية ولم يسمحوا له بأخذ أغراضه الشخصية سوى سجادة ومصحف، وفي 27/10/2021 تم تمديد اعتقاله لستة أشهر إضافية وهو مضرب عن الطعام؛ وكان التجديد الثالث له.
عقدت للأسير جلسة محاكمة لتثبيت اعتقاله الإداري وتم تأجيلها لحين الاطلاع على تقرير طبي خاص بحالته، وفي3/11/2021 صدر قرار من المحكمة بتثبيت اعتقاله الإداري لأربعة أشهر قابلة للتمديد وحذف شهرين بعد الاطلاع على وضعه الصحي الصعب عبر الشاشة.
وأشار إلى أنه في 24/11/2021 ورغم مرور ١٠٠ يوم على إضرابه ووضعه الصحي الصعب؛ عقد الاحتلال جلسة دون حضوره المحكمة وأبلغت إدارة السجون القاضي أنهم حاولوا نقله للمحكمة ولكن لا يتحملون نتيجة ذلك بسبب وضعه الصحي؛ ولاحقا علمت العائلة أنه قبل ذلك بيوم دخل الأسير في غيبوبة ونقل لمستشفى كابلان ومكث فيه 4 أيام.
وأضاف بأنه جرى تأجيل محكمة الاستئناف ٣ مرات؛ وفي كل مرة يكون قرار النيابة الصهيونية رفض تجميد اعتقاله الإداري.
القلب المهدد
أما الوضع الصحي للأسير حسب عيادة سجن الرملة فهو منذ الأيام الأولى لا يتناول سوى الماء؛ ويعاني من الضعف العام الشديد ومشاكل أخرى مثل عدم التركيز والنعاس وفقدان الوعي وفشل في وظائف رئيسية تغذي عضلة القلب وبداية فقدان السمع والبصر والجفاف واضطراب دماغي ونزيف خطير من المعدة مع مادة صفراء حين يفقد الوعي، وكل هذا قد يؤدي إلى فشل حقيقي في عمل القلب.
وأكد شقيقه أنه خضع يوم الخميس الماضي لأول فحص طبي يجرى له بعد 115 يوما من الإضراب؛ وكان فحصا للدم حيث تم إبلاغ المحامي أنه يعاني من نقص حاد في الفيتامينات، ولكن مستشفى "أساف هروفيه" رفض إبقاء هشام لديه وطلب إعادته لسجن الرملة، وما زالت نيابة الاحتلال ترفض تقديم أي صفقات في ملفه.
وبحسب العائلة فإن الاحتلال ورغم هذا الوضع المتدهور يلوح أنه سيتم تمديد اعتقاله لأربعة أشهر جديدة بحجة وجود تطورات جديدة في الملف السري، علما أن وزنه انخفض من 89 كغم إلى 40 كغم.
وأضاف:" لدينا مرض وراثي في العائلة بالفشل الكلوي؛ وهذا ما نخشى حدوثه لهشام؛ علما أن لديه طفل مريض بالكلى ويتلقى العلاج، وطيلة فترة إضرابه كان طفله بالمستشفى وكانت العائلة مشتتة بين المنزل والمشفى؛ وعقلها وتفكيرها معلق بين هشام وحالته وطفله عز الدين".