تقرير: الأسير علي نزال.. سنوات طويلة وحرمان من زيارة الأهل
إعلام الأسرى

أحبّ فلسطين دون أن يراها؛ فهو يعلم أنها بلده المحتل الذي لم يغادر تفكيره يوما، وبقي يحاول الوصول إليها رغم عدم وجود "هوية فلسطينية" بحوزته؛ ولكن هويته كانت قلبه الذي لم يتوقف يوما عن النبض بحبها والعيش فيها.

وفي عام ١٩٩٦ كان اللقاء؛ حيث استقر الشاب علي نزال في مدينته الأصلية قلقيلية بعد سنوات من العيش في الأردن، وأكمل حياته في مدينته التي أحبها عن بُعد؛ ثم تزوج من إحدى قريباته عام ٢٠٠١.

الاعتقال والحكم

ولأنه حمل في قلبه كل هذا الحب لوطنه لم يكتف بالعيش فيه فقط؛ بل عمل جاهدا على أن يجاهد في سبيل الله ويحارب من احتلوا أرضه؛ فانضم إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ عام ٢٠٠٤؛ وقدم الدعم اللوجستي لقيادات القسام في قلقيلية منهما الشهيدان محمد السمان ومحمد ياسين اللذين اغتالتهما أجهزة السلطة عام ٢٠٠٩.

وفي تاريخ الخامس من نيسان/ أبريل عام ٢٠٠٧ داهمت قوات الاحتلال بوحشية منزله واعتقلته على مرأى من زوجته وبناته الثلاثة اللواتي كانت أكبرهن تبلغ من العمر أربع سنوات فقط وأصغرهن ستة أيام، وتم نقله إلى جهة مجهولة.

وتقول زوجته لـ مكتب إعلام الأسرى إن الأسير مكث أشهرا طويلة في التحقيق عانى خلالها من التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من النوم والتغذية الجيدة، ولم تعلم عنه العائلة شيئاً حينها وكانت قلقة على حياته.

اتهم الاحتلال نزال بتجهيز شاحنة مفخخة تحمل أكثر من نصف طن من المواد المتفجرة لضرب هدف داخل الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، ولكن العملية لم يكتب لها النجاح لخلل ما.

وتوضح زوجته أن جلسات المحاكمات استمرت لعامين على الأقل قبل إصدار الحكم عليه؛ حيث كانت نيابة الاحتلال تطالب بالسجن المؤبد بحقه ولكن تمت صفقة مع المحامي ليصبح الحكم ٢٠ عاما.

وتضيف:" كان الحكم صادماً؛ لم نكن نتوقع أنه سيغيب كل هذه الفترة، كبرت بناته بعيدا عنه، وفقد والده وهو في الأسر دون وداع".

حرمانٌ وقهر

في عام ٢٠١٣ رزق علي بطفله "شريف" الذي كان أحد سفراء الحرية عبر النطف المهربة، والآن عمره ثماني سنوات دون أن يرى والده مرة واحدة.

وتقول زوجته إن الاحتلال يفرض تضييقا مشدداً على زيارات العائلة للأسير؛ حيث أنها ممنوعة تحت ذريعة المنع الأمني؛ ومنذ ثماني سنوات لم يزره أحد من العائلة بسبب هذه السياسة البغيضة.

وصل الأمر بالأسير أن يخوض في أحد الأعوام معركة الأمعاء الخاوية كي يسمح الاحتلال بزيارته من قبل عائلته؛ وبعد أن أصدر الاحتلال قرارا بالسماح بالزيارة توجهت زوجته لزيارته فقام الجنود بإعادتها عن الحاجز ومنعها من العبور.

وتوضح أن الاحتلال ما زال يمارس منع الزيارات على أفراد العائلة وهي ضمن مجموعة من العقوبات التي تعرض لها كالعزل الانفرادي وعقوبات أخرى.

يقبع الأسير الآن في سجن النقب؛ ولكنه أكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس ويحضّر للحصول على شهادة الماجستير، ليحول سجنه إلى محنة وينتظر شمس الحرية.




جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020