أكد الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى معاذ أبو شرخ أنه رغم كل الصعوبات التي يفرضها الاحتلال إلا أنه تم الحفاظ على كم جيد من مؤلفات الأسرى.
وقال خلال كلمة له أثناء حفل توقيع الديوان الشعري الجديد للأسير يحيى حاج حمد "قِبلة الأبطال"؛ أن الأسرى بادروا إلى العلم والتعلم ينهلون منه حتى حولوا السجون إلى جامعاتٍ ومعاهد؛ فبات العلم نوراً لهم في ظلمات السجن، وسلاحاً يشحذون به إرادتهم في مواجهة السجان الصهيوني.
وأوضح أنه ككل المجتمعات برز في مجتمع الأسرى أُدباء ومفكرون؛ دفعهم حب المشاركة بصمود شعبهم في مواجهة الاحتلال إلى تأليف الكتب في مختلف الموضوعات، فكتبوا الرواية من وحي التجربة الجهادية، مثل (الطريق لشارع يافا) للأسير عمار الزبن، إلى الرواية المُستقاة من آمال النصر والتحرير مثل رواية (الشهيد) للأسير وليد خالد، ومنهم من كتب من وحي اشتياقه لأن يعيش دور الأب بين بناته وأخواته مثل كتاب (كوني أنت) للأسير جمال الهور، ومنهم من كتب لينقل إلينا آهات ومعاناة الأسرى مثل كتاب (همسات من وحي المكان) للأسير رائد أبو حمدية، ومنهم من كتب في السياسة مثل كتاب (السياسة بين الشرعية والواقعية) للأسير محمود عيسى، وعبر هذا الكتاب عن عمق الفكر الذي تحلى به مؤلفه، فقد شمل على مجموعة من الرسائل إلى الأمة وعلمائها، ورسالة إلى أبناء الحركة الإسلامية، وغيرها من الرسائل التي حملت في طياتها مشاكل الأمة وبعض الحلول المقترحة.
وأضاف:" ومنهم من صاغ بنبض قلبه ووحي مشاعره شعراً يروي من خلاله رواية الأبطال، وآهات الليل والنهار، مثل شاعرنا يحيى؛ الذي نشهر اليوم ديوان شعره (قبلة الأبطال)".
وأكد أبو شرخ أنه لا يخلو جهدٌ من عقبات وصعوبات، فقد واجه الأسرى صعوبات كثيرة في مسيرة الكتابة والتأليف، فالاحتلال يحاول أن يُبقي على مؤلفات الأسرى رهن الاعتقال، من خلال مصادرة الأوراق والدفاتر أثناء مداهمة وتفتيش زنازين الأسرى، ما يدفع صاحبها إلى إعادة كتابتها مرات عديدة، وكثرة التنقلات التي يتعرض لها الأسرى، وما يتبعها من تشويش ذهن الأسير وبعثرة أفكاره؛ ما يُخر انجاز واتمام الكتابة والتأليف.
وأردف قائلاً : "هناك من مؤلفات الأسرى ما ضاع جزء منها ولم يستكمل إلى اليوم بسبب صعوبات إخراجها والمحافظة عليها مجتمعة".
وتابع: ورغم هذه الصعوبات إلا أننا في مكتب إعلام الأسرى ومن خلال دائرة الإنتاج الأدبي بالمكتب استطعنا المحافظة على كمٍ جيدٍ من مؤلفات الأسرى ونتاجهم الثقافي، فقمنا بمراجعة وتدقيق العديد من الكتب والمؤلفات، واستطعنا طباعة أكثر من تسعةَ عشر كتاباً في مواضيع مختلفة ومتنوعة".
وختاما دعا أهل الاختصاص وكل من يستطيع المساعدة إلى المساهمة في طباعة ونشر مؤلفات الأسرى والحفاظ على إرثهم.