محررون يروون تفاصيل مؤلمة لقمع السجون!
إعلام الأسرى

"موت حقيقي".. هكذا بدأ الأسير المحرر لؤي داود حديثه عندما طُلب إليه الحديث عن شكل القمع الذي يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال؛ فما شهده خلال سنوات اعتقاله الطويلة ما زال محفوراً في ذاكرته في زاوية الألم.

سياسة القمع الصهيونية للمعتقلين في السجون الذين لا حول لهم ولا قوة؛ بدأت تنفضح وتنكشف أساريرها منذ أن كشف برنامج "ما خفي أعظم" عبر قناة الجزيرة بعض تفاصيل قمع أسرى سجن النقب في شتاء عام ٢٠١٩، حيث تفاجأ كثيرون مما تعرض له الأسرى آنذاك وتساءلوا عما يحدث حقيقة داخل مقابر الأحياء.

"البنادق فوق رؤوسنا"

يستذكر المحرر داود وهو يشاهد مقاطع الفيديو التي انتشرت عن قمع سجن النقب؛ مرات عديدة تعرض فيها الأسرى للقمع الوحشي دون رحمة ودون أي مساءلة من قبل جهات حقوقية.

وقال لـ مكتب إعلام الأسرى إن عمليات القمع تنفذها وحدات صهيونية خاصة أبرزها "المتسادا" و"الدرور" وغيرها؛ وهي وحدات تكون مدججة بالأسلحة المتطورة وكل أدوات الاعتداء، بينما الأسرى عزّل ولا يملكون ما يدافعون عن أنفسهم به سواء صدورهم العارية . 

وأضاف:" أمضيت في السجون أكثر من خمسة عشر عاماً؛ وخلال عمليات القمع كنا نشاهد الموت الحقيقي والتعذيب المتعمد بينما فوهات البنادق فوق رؤوسنا و كأننا في معركة متكافئة معهم؛ فأي حركة للأسير خلال عملية القمع قد يدفع ثمنها حياته".

عمليات التنكيل بالأسرى مدروسة؛ فالاعتداء عليهم يتم من خلال استهداف الأجزاء العلوية من الجسد كالرأس والرقبة والصدر في عملية متعمدة للإيذاء والقتل من قبل عناصر مدربين على القتل.

ويشير داود إلى أن عمليات القمع تتم بصورة مفاجئة كي تكون هناك صدمة لدى الأسرى خلال قمع تخطط له إدارة السجون في عدة أقسام، مبينا أن ارتقاء شهداء خلال ذلك ليست عمليات قتل عفوية بل مقصودة حتى تكون مثالا يتم من خلاله السيطرة على الحركة الأسيرة، إضافة إلى الجرحى و الإعاقات التي تنجم عن قمع وحدات السجون.

وتابع:" على سبيل المثال تعرض الأسير صالح عطا من دير أبو مشعل غرب رام الله لتكسير يديه وساقيه في إحدى عمليات القمع عام 2016 وما زال لغاية الآن يعاني من الإصابة والإهمال الطبي؛ حيث يحتاج إلى عملية جراحية في يده".

آثار قاتلة

المحرر صالح أبو صالح من مدينة قلقيلية والذي أمضى 44 شهرا في الأسر و تحرر الشهر الماضي؛ اعتبر أن لعمليات القمع آثارا قاتلة على الأسرى.

وقال في حديث لـ مكتب إعلام الأسرى إن إدارة السجون تعتبر عمليات القمع من الوسائل الهامة في التعامل مع الحركة الأسيرة، فقادة إدارة السجون يظنون أن لها دور نفسي في صفوف الأسرى.

ولكن الحركة الأسيرة تتغلب على هذه العمليات الممنهجة من خلال الوقفة الجماعية في وجه السجّان و الخطوات النضالية التي تفشل سياسة القمع، فبعد كل عملية وحشية تتحقق إنجازات رغما عن السجّان.

ويضيف أنه في آذار من عام 2018 استطاع الأسرى بعد قمعهم في سجن النقب تحقيق إنجاز الهواتف العمومية؛ وهذا الأمر جعل المسؤولين في إدارة السجون في حيرة من أمرهم لأن عواقب القمع كانت سلبية عليهم واضطروا للاستجابة للأسرى بالرغم من المماطلة، فالأسرى لديهم قدرة على تحويل هذه النكسة إلى رافعة في وجه السجّان.

أما الأسير المحرر والأديب وليد الهودلي فيرى أننا أمام إدارة سجون لها تاريخ من الإجرام و العنصرية ليس لها مثيل في التاريخ الحديث؛ فكل الدورات التي يتم تدريب السجّانين وكافة الأطر في تلك الإدارة لها طابع وحشي في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.

ويقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال يعتبر الأسرى من الارهابيين وليسوا أسرى حرب لهم رسالة في الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم؛ وتتجسد هذه النظرة على أرض الواقع من خلال التعامل الوحشي معهم.

وتابع:" الحركة الأسيرة تخوض معركة يومية مع السجان وإدارة السجون التي تتلقى الدعم الكامل من حكومة الاحتلال من المستويين الأمني والسياسي؛ وعلينا كفلسطينيين زيادة الدعم الشعبي و الرسمي للحركة الأسيرة التي هي رأس الحربة في مقاومة الاحتلال".




جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020