حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من خطورة حقيقية على حياة الأسير "كايد الفسفوس" (32 عاماً)، من الخليل، مع دخوله الشهر الرابع على التوالي في الإضراب المفتوح عن الطعام وسط صمود أسطوري منقطع النظير، مما يكشف زيف منظومة العدالة وحقوق الانسان الدولية.
بدوره رياض الأشقر مدير المركز قال إن الأسير الفسفوس يموت في اليوم مائة مرة أمام بصر وسمع كل المؤسسات الدولية التي تدعي حقوق الانسان، والتي لم تحرك ساكنا تجاه ما يتعرض له الأسير من جريمة قتل متعمدة من قبل الاحتلال عقابا له على المطالبة بحقه بالحرية من هذا الاعتقال التعسفي.
وأضاف الأشقر أن حالة الأسير "الفسفوس" صعبة للغاية، ووضعه الصحي يتفاقم ويتراجع بشكل سريع بعد 3 شهور كاملة من الإضراب المفتوح، ومن الممكن ان يستشهد في أي لحظة نتيجة هذه الظروف القاسية، لذلك قام الاحتلال مؤخراً بنقله الى مستشفى مدني خارج السجون ليبقى تحت المتابعة، بينما لا يزال يرفض الاستجابة لمطلبه الوحيد بوضع حد لاعتقاله الإداري التعسفي وإطلاق سراحه.
وأشار الأشقر الى ان الفسفوس هو أسير محرر كان اعتقل عدة مرات، وأعيد اعتقاله في يوليو من العام الماضي، وصدر بحقه قرار اعتقال ادارى، وجدد له 3 مرات متتالية، الأمر الذي دفعه لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام والذي لا يزال مستمراً منذ 90 يوماً متتالية.
وقال الأشقر إن استمرار إضراب الأسير الفسفوس و 5 آخرين من زملائه الأسرى لهذه الفترة الطويلة في ظل ظروف صحية خطيرة يكشف زيف ادعاءات منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية، والتي لم نسمع لها ضجيجاً او تحركاً عاجلاً لإنقاذ حياتهم من الموت المحقق، مما يكشف تقاعس وتخاذل تلك المنظمات المسيسة والتي تحابي الاحتلال.
وكشف الأشقر ان حالة الأسيرين الفسفوس والقواسمة لا تحتمل التسويف والمماطلة وقد يستشهد أياً منهم في أي لحظة بتوقف قلبه بشكل مفاجئ أو انهيار أعضاء جسده دفعة واحدة، بينما يستمر الاحتلال في التسويف بإنهاء معاناتهم، وفرض مزيد من الضغط عليهم لوقف إضرابهم بإجراءات تنكيل متعددة.
وأوضح الأشقر أن الأسرى المضربين يخوضون هذه المعركة نيابة عن كل الأسرى الاداريين، ولفضح هذه السياسة الاجرامية التي يستخدمها الاحتلال كعقاب جماعي وانتقامي بحق الفلسطينيين دون مبرر أو مسوغ قانوني.
مشيرا الى أن القانون الدولي وضع العديد من المعايير والشروط للحد من استخدام هذا النوع من الاعتقال، ودعا الى الحد من اللجوء إليه الا في إطار ضيق، الا ان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل تلك المحددات ويتخذها ذريعة للانتقام من الأسرى واستنزاف أعمارهم دون وجه حق وخاصة الناشطين وقادة العمل الوطني والإسلامي.
وطالب "الأشقر" المؤسسات الدولية بمراجعة سياستها، وان تقف امام مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الاسرى من جرائم متعددة، واستنزاف لأعمارهم وصحتهم، وان تتدخل بشكل حقيقي وفاعل لإنقاذ حياة الاسرى قبل فوات الأوان.