من أكثر الأسماء تداولا في ملف الاعتقالات هو الأسير عايد دودين (٥٤ عاما) من قرية العلقة جنوب الخليل؛ فلا يمر عام إلا وهو أسير في السجون، ولا يكاد يتنفس الحرية لبضعة أسابيع حتى يعاد اعتقاله من جديد وتحويله للاعتقال الإداري.
ثقل هذا الاعتقال البغيض جعل القيادي في حركة حماس يعلن عن مقاطعة الدواء والعلاج من عدة أمراض يعانيها، فسنوات السجن العشرون التي أمضاها في حياته أنهكت جسده وأثقلته بالمرض.
وتقول زوجته أم حمزة لـ مكتب إعلام الأسرى إن اعتقالاته بدأت منذ سنوات التسعينيات وكانت حتى عام ٢٠٠٥ عبارة عن تهم وأحكام، ولكنه منذ ذلك الحين بات يعتقل فقط ضمن الاعتقال الإداري بلا تهمة ولا محاكمة وبحجة الملف السري دوما.
وتحاول الزوجة تذكّر أطول فترة قضاها في منزله ما بين اعتقال واعتقال؛ لتكتشف أنه لم يمض أطول من شهور قليلة بين عائلته وأبنائه.
هذا الغياب أدى إلى حياة منقوصة لدى أبنائه السبعة؛ فصغيرهم خليل الرحمن والذي يبلغ من العمر تسعة أعوام كان يظن أن شقيقه الأكبر حمزة (٣٠ عاما) هو والده وكان يناديه "بابا"، وحين كبر قليلا عرف أن والده أسير طيلة الوقت ولا يتواجد في منزله إلا مرة كل عدة سنوات.
وتوضح الزوجة أن دودين لم يعش أي مناسبة مع عائلته، ولم يتواجد في حفلات زفاف أبنائه وتخرجهم وأي مناسبة في العائلة بسبب كثرة الاعتقالات التي باتت لا تحصيها.
القهر بالاعتقال
في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر الحالي كان من المفترض الإفراج عن دودين بعد أن أمضى عامين كاملين في الاعتقال الإداري وهي المدة الأطول له، وكانت عائلته تريد تحضير حفلة له بمناسبة ذكرى ميلاده كونها لا تراه كثيرا، ولكن قرارا صهيونيا جائرا حال دون ذلك بتجديد اعتقاله الإداري لعدة أشهر مرة أخرى.
هذا الأمر دفع الأسير لإعلان مقاطعته للدواء الذي يحتاجه لأمراض الدهون وضعط الدم وآلام الرأس وتورم الساقين وضيق التنفس والتي سببها له السجن بقهره وألمه، كما أعلن عن مقاطعة المحاكم الصورية الصهيونية والتهديد بالإضراب عن الطعام إذا لم يتراجع الاحتلال عن قرار تجديد الإداري الأخير، وكذلك سيقوم الأسرى بمساندة إضرابه في حال أعلنه في أي وقت.
وتشير زوجته إلى أن قرار تجديد الإداري بعد العامين خطير جدا ويعني أن الاحتلال يريد أن يرفع مدة الاعتقال الإداري للأسرى، معربة عن أملها بأن تؤدي خطواته الاحتجاجية إلى وضع حد لهذا النوع المقيت من الاعتقال.
وفوق كل ذلك تمنع عائلته من زيارته بسبب المنع الأمني؛ فمنذ بداية عام ٢٠٢٠ لم تره إلا مرة واحدة تحت حجج واهية من إدارة السجون الصهيونية.