الأسيرة أنهار الحجة.. أوجاع السجن يضاعفها ترقب الولادة!
إعلام الأسرى

السرير الجديد والأغطية المزركشة وملابس الطفل الوليد؛ كلها باتت يتيمة في منزل عائلة الحجة غرب رام الله، فالوالدة والجنين لم يعودا موجوديْن بقرار صهيوني ظالم!

حالة من القلق الدائم تعيشها عائلة الأسيرة أنهار الحجة والتي ستدخل بعد أيام قليلة شهرها التاسع في الحمل وهي داخل السجون، ما يعني أنها غالبا ما ستخضع للولادة وهي مكبلة الأيدي تحت رحمة سجان لا قلب له ولا رأفة.

ألمٌ متواصل

في الثامن من آذار/ مارس الماضي هاجم عشرات من جنود الاحتلال السيدة أنهار أثناء تواجدها بالقرب من قرية راس كركر غرب رام الله، اتهموها بحيازة سكين في وقتها ونقلوها إلى التحقيق.

ويقول زوجها ثائر الديك لـ مكتب إعلام الأسرى إن الجنود انهالوا عليها بالضرب خلال اعتقالها وتعرضت لتعذيب جسدي ونفسي لعدة أيام، وقام الجنود بمعاملتها بعنف رغم إبلاغهم أنها حامل.

التعذيب والاعتداء الذي تعرضت له أنهار أدى إلى عدم تعرف زوجها عليها خلال عرضها على المحكمة؛ حيث كان وجهها منتفخا بسبب تعمد الجنود ضربها عليه، كما بدت منهكة وهزيلة.

وبعد التحقيق معها تم نقلها إلى سجن الدامون؛ وحين أخبرتهم أنها تعاني من اكتئاب بسبب الحمل وضعوها في غرفة عزل انفرادي لمدة ٢٥ يوما زادت من حدة اكتئابها ووضعها النفسي.

ويوضح زوجها أنه زارها مرة واحدة فقط منذ اعتقالها رغم أنه يحمل التصريح الخاص لذلك والدي يسري مفعوله لعام كامل، بينما حضر لها جلسة محاكمة واحدة فقط والبقية رآها فيها من خلال الشاشة.

تخوف وقلق

تحاول عائلة الأسيرة التواصل مع الجمعيات الحقوقية وهيئة الصليب الأحمر ومؤسسات إنسانية للضغط على الاحتلال أن يفرج عنها قبل موعد ولادتها الذي بات متوقعا في أي لحظة، ولكن الاحتلال لم يبلغ هذه الجهات بأي رد وقام عوضا عن ذلك بتقديم لائحة اتهام بحق الأسيرة وتأجيل محاكمتها لشهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

ويؤكد زوجها أن الأسيرة حين أنجبت طفلتها الوحيدة احتاجت لعملية قيصرية لأسباب صحية خاصة؛ وربما هذه المرة كذلك تحتاج إلى عملية مماثلة لإنجاب طفلها، ولكن الظروف داخل الأسر ومعاملة الاحتلال للأسيرات تبعث على القلق الكبير.

ويضيف:" حين زرتها كانت تشكو من آلام عامة في جسدها ومن السرير الحديدي الذي يؤلم ظهرها؛ كذلك كانت تشكو من سوء معاملة السجانين للأسيرات وأبدت قلقها من الإنجاب داخل الأسر".

أما طفلتها "جوليا" التي تبلغ من العمر عاما وثمانية أشهر فتعيش عند جدّتيها؛ وتنظر إلى صور أمها وتناديها لكنها لن تفهم الآن ما الذي يعنيه السجن والقيد، بينما يبدو عليها افتقادها لشيء ما تحتاجه بشدة.

ويمضي زوجها حياته منذ اعتقالها حائرا أمام هذه الدائرة الموسعة من الألم والقلق، ففي لحظات فقد زوجته وجنينه وأصبحا في غياهب الأسر دون أدنى حد من المعلومات عنهما.

ويقول:" كان لدي بيت والآن لا أسميه بيتاً؛ كانت لدي عائلة والآن أنا مشتت وعائلتي متفرقة، لا نسمع صوت زوجتي ولا توجد اتصالات بيننا ولا زيارات، وكأن الوقت متوقف، ويبقى تفكيرنا فقط بدائرة موعد الولادة وكيفية ذلك دون أن تتعرض زوجتي أو طفلي لأذى الاحتلال.. لا نملك إلا الصبر والاتكال على الله فقط".



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020