"حور" تهدي والدها فرحة العمر رغم ظلم السجون
إعلام الأسرى


طفلة ملأ بكاؤها الأرجاء حين أبصرت نور الحياة؛ حملها والدها مبتسماً وقرر أن يسميها "حور" مقتبسا من كتاب الله الذي لم يفارق روحه، فحمد ربه وشكره على هذه النعمة ودعا أن يقدّره على تربيتها ويعينه على ذلك.

ولكن هذه الطفلة كُتب عليها أن تحرمها السجون من والدها بعد أشهر قليلة من ولادتها؛ وفوق ذلك تم الحكم عليه بالسجن المؤبد ٢٢ مرة بدأت منذ عام ٢٠٠٣، وكُتب عليها أن تحتمل هذه الحياة القاسية دون وجود والدها إلى جانبها في كل مناحي حياتها.

فرح مرهون

الفتاة حور الحوتري ابنة القائد القسامي رائد الحوتري من مدينة قلقيلية كانت واحدة من الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام؛ ليس هذا فحسب بل كانت واحدة من المتفوقين حيث حصلت على معدل ٩٧.٩٪؜فيالفرعالعلمي.

أجواء الفرح والسعادة عمت منزل الأسير؛ ولكن الفرح كما العادة كان مرهوناً بسبب استمرار اعتقاله؛ بل كان فرحاً مقيداً كما جسد الوالد، ورغم ذلك جاء هذا التفوق لينتشل العائلة من دائرة الشوق والانتظار.

د. أسماء حوتري زوجة الأسير تقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن هذا التفوق مميز رغم السجون والحرمان؛ حيث أن ابنتها حور لم تشاهد والدها منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ حيث يحرمهم الاحتلال من زيارته ومع ذلك صممت على أن يكون نجاحها بصمة واضحة لها كهدية لوالدها وللأسرة.

وتشير إلى أن ابنتها أتمت حفظ القرآن الكريم وهي في المدرسة؛ واليوم في نتائج الثانوية العامة تتوج بتفوق، واصفة أن النجاح أعظم هدية للأسير ورسالة واضحة من عائلات الأسرى للعالم بأسره أن أبناء الأسرى مشاريع نجاح وتفوق وأن الأسرى أصحاب قضية عادلة.

وأضافت:" الأبناء يساندون الآباء داخل الأسر بالتفوق والنجاح؛ فالاحتلال يحاول تشويه صورة الأسرى وعائلاتهم فيأتي الرد بالتفوق والنجاح على هذا المخطط العنصري الذي تشرف عليه المخابرات التي تحاول جاهدة تدمير عائلات الأسرى من خلال عدة وسائل وأدوات، فالاحتلال أصدر حكما سرمديا على زوجي يصل إلى 2200 عاما  ويقتحم منزلنا ويصادر أموالنا الخاصة".

واعتبرت الحوتري أن هذا التفوق من أعظم الإنجازات في ظل سياسة صهيونية مرعبة؛ فالاحتلال حاول اغتيال زوجها عند اعتقاله عام 2003 وتعرض للضرب المبرح من قبل الجنود بعد إصابته بالرصاص قبل اعتقاله؛ وفي صفقة وفاء الأحرار اعتبره الاحتلال من الأسرى أصحاب العيار الثقيل ومنع الإفراج عنه؛ واليوم يحرمهم من زيارته وعلم بالنتيجة عبر الأثير من خلال الإذاعات المحلية.

محطات فخر

أما حور فترى أن محطة التفوق هذه لها وزنها المعنوي عند والدها الذي يحرمها الاحتلال منه منذ أن كانت طفلة في الشهور الأولى؛ وتعرفت عليه وهو  خلف القضبان، ولم تحصل على مشهد معه في فضاء الحرية ولو لحظات.

وأوضحت أن الاحتلال يحرمها من زيارته انتقاما منهما؛ ورغم كل الصعاب والمعوقات يأتي هذا التفوق؛ بينما شقيقها مقداد يدرس في الجامعة ووالدتهما أكملت الدراسات العليا وحصلت على الماجستير والدكتوراة، فهذه المحطات هي محطات فخر واعتزاز لأن الاحتلال أراد منهم رفع الراية البيضاء والاستسلام والخضوع والفشل؛ إلا أن الصورة انعكست عليه.

وأضافت:" نحن كعائلات أسرى لنا نصيب في تحقيق النجاح وتجاوز كل الصعاب فالأسر دافع لنا لتحقيق النجاح؛ وكتبت رسالة لوالدي قبل ظهور النتائج أخبره بها أن النجاح والتفوق سيكون من نصيبنا؛ واليوم مع ظهور النتائج كان الوفاء بالعهد بتحقيق التفوق ". 

وطالبت حور كل المؤسسات الدولية بتسليط الضوء على معاناة عائلات الأسرى ومنع الاحتلال لهم من الفرح بمحطات اجتماعية ومنها النجاح في الثانوية العامة؛ فالعقاب الجماعي يجسده الاحتلال في حياتهم؛ والقانون الدولي يحرم العقاب الجماعي.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020