بلدة بيتا.. اعتقالات لكسر الفعاليات!
إعلام الأسرى

هاجمت الآلام ساق راشد وحرمته النوم في تلك الليلة؛ فالرصاصة المتفجرة التي اخترقتها قبل أكثر من شهر ما زالت تمعن في آثارها داخل جسده وتحرمه النوم في ليال كثيرة.

ولكن تلك الليلة كانت مختلفة؛ فلم يتوقع الجريح طريح الفراش أن يكون دوره قد حان على قائمة الاعتقالات الصهيونية، نظر إلى ساقه الجريحة وأمعن النظر جيدا لأنه علم أنها ستقاسي الكثير خلال الفترة القادمة.

آليات الاحتلال حاصرت منزل الشاب الجريح راشد قواريق (١٩ عاما) في بلدة بيتا جنوب نابلس؛ واقتحم الجنود البيت مدججين بالأسلحة؛ ثم طلبوا هوية شقيقه الجريح رامز الذي أصيب قبل أقل من أسبوعين برصاص متفجر في ساقه أيضاً.

لم يحتمل راشد أن يُعتقل شقيقه رامز؛ فاندفع يخبر الجنود أنه أكبر عمراً منه وإصابته أقدم؛ ولكن الضابط الذي اقتحم المنزل كان خبيثا بما فيه الكفاية ليقول للشقيقين: كلاكما معتقلان!

صدمة اجتاحت العائلة؛ فوضع راشد ورامز على المحك؛ وكلاهما جريحان يرقدان على أسرتهما ويزوران المستشفى كل يوم لمتابعة العلاج، حاولت الأم التدخل ولكن الجنود أسكتوها فانسحبت دموعها على خديها دون صوت.

تقول الوالدة لـ مكتب إعلام الأسرى إن نجلها راشد أصيب بالرصاص الحي المتفجر في الرابع من يونيو/حزيران الماضي؛ وأجريت له عملية جراحية لاستخراج الرصاصة المستقرة داخلها ولكن إزالتها أثرت على ساقه بشكل كبير فتم تعيين عملية جراحية أخرى له، كما أبلغهم الأطباء أنه سيحتاج عاما من العلاج.

أما رامز (١٨ عاما) فأصيب خمس مرات متتالية كانت آخرها في الجمعة قبل الماضية خلال المواجهات على جبل صبيح؛ حيث أصيب بالرصاص الحي في ساقه وأدت الإصابة إلى التهاب حاد عانى من آثاره؛ وما زال يستخدم العكازات للسير.

وأشارت الوالدة إلى أن الجنود اقتحموا المنزل بعد محاصرته ودققوا في هويات نجليها المصابيْن؛ ثم اعتقلوهما وقيدوهما وعصبوا أعينهما، ولكنهم رفضوا اصطحاب العكازات معهما واقتادوهما دون أي رحمة أو مراعاة لإصاباتهما.

ومنذ اعتقالهما تعيش العائلة كل ساعة كدهر كامل؛ فلا معلومات حولهما أو مكان اعتقالهما؛ والأهم من ذلك إصاباتهما التي تملأ جسديهما والتي تجعل القلق يغزو قلب أمهما.

وتقول الوالدة إن شقيقهما رامي أسير في سجون الاحتلال منذ خمسة أعوام ومحكوم بالسجن لثماني سنوات، بينما رامز كان اعتقل مرتين وهو فتى لم يتجاوز السابعة عشرة.

ترهيب

حملة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في بلدة بيتا مؤخرا كانت تهدف إلى ترهيب الأهالي وثنيهم عن المقاومة الشعبية التي أرقته وأجبرت مستوطنيه على إخلاء بؤرتهم على قمة جبل صبيح.

ويقول موسى حمايل نائب رئيس بلدية بيتا لـ مكتب إعلام الأسرى إن عدد المعتقلين في البلدة وصل إلى ٢٣ شابا منذ بداية الهبة الشعبية التي تهدف إلى استرجاع جبل صبيح.

وأكد أن إخلاء البؤرة من المستوطنين كان بداية الانتصار ولكنه يحتاج إلى مواصلة الفعاليات كي يندحر الاحتلال كاملا عن الجبل؛ وبالتالي لاحظ الأخير أن الفعاليات قوية ومستمرة فسارع إلى تنفيذ الاعتقالات بهدف بث الرعب في قلوب الأهالي وثنيهم عن فعاليات الإرباك الليلي التي أربكت المستوطنين وجنود الاحتلال.


جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020