سطر الأسير الغضنفر أبو عطوان ملحمة بطولية نحو الحرية بلغ عدد أيامها 65 يومًا بالإضراب المتواصل عن الطعام داخل سجون الاحتلال رفضا للاعتقال الاداري.
خلال هذه الأيام العجاف التي مر بها الأسير شهدت الساحة الفلسطينية وحدة الصف والكلمة نصرة للأسير البطل في معركته مع السجان والتي توجت في نهاية المطاف بالانتصار وانتزاع قرار الحرية.
معركة قد يحسبها البعض هينة وسهلة، ولكنها مصيرية وتحدي صارخ للاحتلال، وايضاً تحدي للموت الذي يكون قاب قوسين أو أدنى من الأسير المضرب عن الطعام، إلا أن الإرادة تنتصر، ليخرج أبو عطوان منتصراً في معركة الكف والمخرز، وليخيب ظن الاحتلال الذي راهن طويلا على كسر إرادته واخضاعه أو خداعه في قرار تعليق الاعتقال الإداري بحقه .
المحامي جواد بولس أكّد أنّ قضية الأسير أبو عطوان أعادت إلى الواجهة جملة من القضايا، وعلى رأسها دور المحاكم الإسرائيلية في ترسيخ هذه السياسة، وضرورة تبني استراتيجية واضحة لمواجهة سياسة الاعتقال الإداري الممنهجة.
بدوره؛ نادي الأسير اعتبر أن صمود الأسير الغضنفر أبو عطوان يسجّل في ملفّات الانتصارات، لا سيما وأن سلطات الاحتلال وبكافّة أجهزتها حاولت الالتفاف على إضرابه ودفعه لتعليقه دون تحقيق مطلب الحرّية، وتعمّدت بثّ الوهم بإنهاء قضيته عبر "تعليق أمر الاعتقال الإداري بحقّه وتحويله من أسير إلى مريض عادي في المستشفى يقبع فيها تحت حراسة أمن المستشفى، إلّا أن إرادة الغضنفر رفضت الاستسلام لأي حلول مؤقتة أو التفافية.
بهاء الدين المدهون وكيل وزارة الأسرى والمحررين في غزة قال إن الانتصار الذي حققه الأسير الغضنفر أبو عطوان الذي علق اضرابه عن الطعام بعد فترة دامت أكثر من شهرين هو انتصار للشعب الفلسطيني بأكمله بعد خوضه معركة حاسمة بأمعائه الخاوية أمام السجان الصهيوني .
وأشاد المدهون بصمود الأسير وعناده واصراره على الانتصار ونيل الحرية امام كل المؤامرات والمحاولات الإسرائيلية التي عملت جاهداً على كسره وإذلاله لتعليق اضرابه ، والرضوخ لأوامر وتعليمات السجان والرجوع عن مواقفهم المعلنة .
وأضاف المدهون لولا صمود الغضنفر واصراره العنيد للحصول على مطالبه المشروعة والتي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية وخوضه لهذه المعركة، لما اهتمت بأمره إدارة السجون، مشيرا ان بمعركته أحرج الاحتلال إقليمياً ودولياً، لذلك استجابة ورضخت إدارة السجون لمطالبه فانتصر على سجانه وكسر قيده.
بدوره، بارك حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس للأسير الغضنفر أبو عطوان انتصاره على السجان الصهيوني في معركة الأمعاء الخاوية، معتبراً هذا الانتصار للأسير أبو عطوان يثبت من جديد قدرة المقاتل الفلسطيني على فرض إرادته على المحتل حتى في أحلك الظروف، وعجز المحتل عن هزيمته حتى تحت وطأة الاعتقال والسجن.
المكتب الاعلامي للجان المقاومة في فلسطين أكد ان انتصار الأسير الغضنفر أبو عطوان على السجان الصهيوني يؤكد ان الحقوق تنتزع ولا توهب وان ارادة شعبنا وثباته وصموده تثبت عجز العدو مهما كانت القوة التي يمتلكها .
ودعا مكتب لجان المقاومة اهلنا وابناء شعبنا الى مواصلة دعمهم ومساندتهم للاسرى الابطال الذي يتعرضون لابشع الجرائم ضد الانسانية في سجون العدو الصهيوني .
مؤكداً أن "قضية الأسرى الأبطال ستبقى على سلم أولويات ذراعنا العسكري ألوية الناصر صلاح الدين وكافة فصائل المقاومة لشعبنا حتى تحقيق حريتهم رغم أنف العدو الصهيوني المجرم" .
وحول الأسير أبو عطوان وتفاصيل إضرابه قال مكتب إعلام الأسرى الذي بارك انتصار الأسير واعتبره نصر لكل الأسرى وللشعب الفلسطيني، أن الأسير أبو عطوان (28 عاماً)، هو أسير سابق أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، وخاض سابقاً إضراباً عن الطعام عام 2019، وأعيد اعتقاله في 9/10/2020، وحوّل إلى الاعتقال الإداري، وأصدر الاحتلال بحقّه أمري اعتقال إداري مدة كل واحد منهما (6) شهور، مما دفعه لخوض إضراب عن الطعام .
وأوضح إعلام الأسرى أن الاحتلال حاول بكل الوسائل الضغط عليه لوقف إضرابه لكنه فشل، وحين تدهورت صحته الى حد كبير قام الاحتلال بنقله الى مستشفى الرملة ثم الى كابلان ورفض اكثر من مرة الاستئناف المُقدم من قبل محاميه لإلغاء اعتقاله الإداريّ، بينما في 24 من يونيو المنصرم، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارًا يقضي بتجميد الاعتقال الإداريّ له، والذي لا يعني إلغاؤه، ويبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلًا من حراسة السّجانين، وسيبقى فعليًا أسيرًا لا تستطيع عائلته نقله إلى أيّ مكان ورفض الأسير القرار. واستمر في اضرابه ومؤخراً تراجعت صحته إلى حد كبير وحذر الاطباء من إمكانية استشهاده وخاض عدد من الأسرى إضرابات تضامنية معه الى ان اعلن مساء اليوم الخميس عن انتصاره وإلغاء الاعتقال الإداري بحقه واطلاق سراحه حيث نقل الى المستشفيات الفلسطينية في رام الله للمتابعة.