كشف شريط فيديو مصور خلال الأحداث التي وقعت في سجن النقب بشهر مارس من العام 2019 مدى الإجرام والتنكيل الذى تعرض له الاسرى خلال عملية القمع الوحشية التي شهدها قسم 4 في ذلك الوقت .
مكتب إعلام الأسرى قال في الوقت الذى نشرت فيه كتائب القسام مقاطع فيديو مصورة للجندي "جلعاد شاليط "الذى أسر في غزة لمدة 5 سنوات، يظهر فيها وهو في ظروف اسر جيدة وتتوفر له كل وسائل الترفيه، يكشف شريط فيديو مدى وحشية الاحتلال وعنصريته في التعامل مع الأسرى حيث ظهر عناصر الوحدات الخاصة وهي تطلق الغاز على الأسرى في سجن النقب ثم تبدأ بجرهم على الأرض والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وهم مقيدي الأيدي و ملقون على الأرض فوق بعضهم البعض .
وأكد إعلام الأسرى ان شريط الفيديو أظهر فقط جزء مما تعرض له الاسرى في الرابع والعشرين من شهر مارس من العام 2019 من عملية قمع وحشية خلال عملية نقل اسرى حماس من قسم 4 الى قسم 3 في سجن النقب الصحراوي، حيث ادعى الاحتلال بان ضابط أمن تعرض لعملية طعن وشنوا هجوماً واسعاً على الأسرى حيث قامت عناصر الوحدات الخاصة بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والغاز السام بشكل مباشر على الأسرى الأمر الذى أدى الى اصابة 7 منهم وصفت جراح بعضهم بالخطيرة .
ثم قامت ادارة السجن بتنفيذ عملية قمع شرسة غير مسبوقة، حيث أجبرت الأسرى وعددهم أكثر من 95 أسيراً على خلع ملابسهم وجلوس القرفصاء وقاموا بتقييد أيديهم الى الخلف والاعتداء عليهم بالضرب المبرح في كل مكان لساعات، الأمر الذى ادى الى اصابتهم جميعاً بجروح وسالت الدماء وغطت أرض القسم، وصادرت كل أغراض القسم بما فيها الأغطية والفرشات، وتركتهم ينزفون لمدة 48 ساعة متواصلة، قبل ان تسمح بإدخال فرشه وبطانيه لكل أسير.
في نفس الليلة نقلت الادارة 7 أسرى فقط من المصابين وكانت جراحهم بالغة الى مستشفى سوروكا وإعادتهم الى السجن في اليوم التالي، ومن اصعب الاصابات كانت اصابة الأسير "سلمان خضر مسالمة " حيث شاع خبر عن استشهاده بداية الأحداث وكانت اصابته صعبة للغاية ونقل بطائرة مروحية الى المستشفى "، كذلك الأسير "مصعب ابوشخيدم" حيث أصيب في رأسه .
وفرضت ادارة السجون عزلاً كاملاً على الأسرى في قسم 4 ومنعت مندوب الصليب أو المحامين من زيارتهم وانقطعت أخبارهم بالكامل، كما حولت عدد من الأقسام إلى أقسام عزل جماعي، ومنعت الأسرى من التنقل داخل الأقسام، كما فرضت غرامات مالية وصلت لنصف مليون شيقل بحق الأقسام التي تعرضت لعمليات القمع، ومنعتهم من الخروج للفورة أو زيارة ذويهم، كما أجرت محاكمات سريعة لأسرى قسم (22) في سجن النقب، في ذلك الوقت .
وبين إعلام الأسرى ان إدارة السجون رفضت تشكيل لجنة تحقيق في الاعتداء الهمجي على الاسرى والذى كاد أن يؤدى بحياة عدد منهم ، وأغلقت الملف كما أغلقت العشرات من حوادث الاعتداء على الاسرى ، بل ولم تحقق في أحداث راح ضحيتها شهداء داخل السجون سواء بالتعذيب او بالإهمال الطبي المتعمد .
وقال إعلام الأسرى ان جرائم الاحتلال لا تسقط بالتقادم ، وان على مؤسسات حقوق الانسان ان تقوم بواجبها ومسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال بحق الاسرى، وان تشكل لجنة تحقيق بعد عرض الفيديو الواضح لهذه الجريمة .