صعدت سلطات الاحتلال بشكل كبير جداً شهر مايو الماضي من حملات التنكيل والاعتقال بحق الفلسطينيين، بهدف ردعهم ومنعهم من التضامن مع القدس ، وقطاع غزة الذي تعرض لعدوان همجي على مدار 11 يوماً .
مركز فلسطين لدراسات الأسرى أكد في تقريره الشهري حول الاعتقالات أن حالات الاعتقال بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس ومدن الداخل الفلسطيني التي انتفضت عن بكرة أبيها نصرة للقدس وغزة، وصلت الى ما يزيد عن (2450) حالة اعتقال من بينها (1700) حالة اعتقال من داخل الأراضي المحتلة عام 48 .
بينما من قطاع غزة فقد تم رصد حالة اعتقال واحدة فقط لشاب من مدينة رفح جنوب القطاع اجتاز السلك الفاصل، شمال شرق معبر كرم أبو سالم وتم إطلاق النار عليه وإصابته بجراح في قدمه واعتقاله .
فيما اعتقلت النائبين في المجلس التشريعي نايف محمود الرجوب من الخليل ، وأصدرت بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 شهور، والنائب أحمد عبد العزيز مبارك من البيرة، ليرتفع عدد النواب المختطفين الى 12 نائباً .
كذلك أعادت اعتقال القيادي في حركة الجهاد والأسير المحرر "خضر عدنان " على حاجز عسكري مفاجئ، أثناء عودته من مدينة نابلس إلى منزله في بلدة عرابة بجنين، وقد أعلن منذ لحظة اعتقاله الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقاله التعسفي .
اعتقالات الداخل
وبين مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" أن سلطات الاحتلال واجهت انتفاضة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48، تضامناً مع أهالي قطاع غزة والقدس، بحملات اعتقال واسعة في مختلف المدن والقرى الفلسطينية وصلت الى (1700) حالة اعتقال كان أشرسها في حيفا واللد وام الفحم والطيرة والناصرة.
الاعتقالات طالت الأطفال والنساء وكبار السن والصحافيين والنشطاء وقياديين من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة على الساحة العربية في الداخل، كما طالت الشيخ "كمال الخطيب" نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، والذى لا يزال معتقلاً وتم تمديده عدة مرات .
وأضاف الأشقر بان غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب والاهانة حين الاعتقال وفى مراكز الشرطة التي نقلوا اليها، حيث اصيب عدد منهم بكسور ورضوض وتم نقلهم الى المستشفيات للعلاج، وقد أطلق سراح غالبيتهم عقب التحقيق معهم، بعد فرض غرامات مالية بحقهم، أو الابتعاد عن أماكن سكناهم لأسابيع، بينما لا يزال أكثر من 200 منهم تم تقديم لوائح اتهام بحقهم تراوحت ما بين الإخلال بالنظام والتحريض على أعمال شغب، وإشعال إطارات مطاطية، والاعتداء على الشرطة، او التحريض عبر الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي .
اعتقالات القدس
وأكد الأشقر أن سلطات الاحتلال نفذت كذلك حملات اعتقال واسعة خلال مايو الماضي بحق المقدسيين، وصلت الى ما يزيد عن (420) حالة اعتقال، لردع المقدسيين وتخويفهم ومنعهم من التصدي لهجمات المستوطنين واقتحامات الأقصى، وكذلك وقف الاحتجاجات الواسعة على إخلاء حي الشيخ جراح من سكانه لصالح المستوطنين .
وقد شملت الاعتقالات كافة أحياء القدس وتركزت في مخيم شعفاط وسلوان وجبل المكبر والعيسوية وبيت حنينا والشيخ جراح والبلدة القديمة، وطالت كافة الفئات منها 12 امرأة وفتاة، وعشرات الأطفال إضافة إلى الجرحى وكبار السن، كما اعتقل الاحتلال 10 من موظفي الأوقاف من حراس وسدنة وموظفي إعمار الأقصى .
وقد تعرض معظم المعتقلين للضرب والتنكيل، وبعضهم تكسرت أطرافه نتيجة الاعتداء الهمجي عليهم ، فيما أصدر الاحتلال أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى والمناطق المحيطة به بحق 81 مقدسياً، تراوحت بين 10 أيام إلى ستة أشهر، منهم 10 من موظفي الأوقاف، و 13 فتاة تواجدن في ساحات المسجد .
اعتقال الأطفال
وبين الأشقر أن الاحتلال استهدف الاطفال القاصرين بشكل متصاعد خلال الشهر الماضي لمنع المواجهات التي اندلعت في اماكن متعددة من القدس والضفة والداخل ، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال الى ما يزيد عن (500) حالة، نصفها من الداخل الفلسطيني، والتي وصلت إلى ما يزيد عن (260) طفل لا تجاوز أعمارهم 18 عاماً، ومن القدس وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين إلى (170 ) حالة.
وتم اعتقالهم في ظروف قاسية والاعتداء عليهم بالضرب، وحقق معهم دون حضور أحد من أفراد العائلة أو وجود محامي، كما فرضت شرطة الاحتلال الحبس المنزلي على عدد كبير منهم بعد الإفراج عنه بغرامة مالية .
اعتقال النساء
كما استهدفت سلطات الاحتلال النساء الفلسطينيات بالاعتقال حيث رصد التقرير 40 حالة بين النساء والفتيات منهن 23 حالة اعتقال من الأراضي المحتلة عام 48 ، و 12 إمرأة من القدس و5 من مدن الضفة الغربية تم الاعتداء على بعضهن بالضرب منهم قاصرات وناشطات وصحفيات.
ومن بين المعتقلات الصحفية "زينة الحلواني" من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وقد أفرج عنها بعد أيام بشروط مشدده، كذلك اعتقلت السيدة "سحر كعابنة " وابنتها القاصر " ناريمان" (17 عاما)، من بلدة العوجا قضاء مدينة أريحا، وأفرجت عنهم بعد أسبوع من الاعتقال مقابل غرامة مالية قيمتها 1000 شيكل.
فيما اعتقلت الفتاة "ميس المرقطن" (21 عاما) من الخليل، واعتقلت "سناء شلبي" زوجة الاسير "منتصر شلبي" المتهم بتنفيذ عملية زعترة وأطلقت سراحها بعد التحقيق لساعات، واعتقلت السيدة أمل بني منية زوجة المعتقل الشيخ عماد الصوص .
الأوامر الإدارية
وكشف "الأشقر" أن مخابرات الاحتلال صعدت بشكل كبير جداً خلال شهر مايو الماضي من إصدار القرارات الادارية بحق الأسرى، حيث أصدرت ما يزيد عن (175) قرار إداري بين جديد وتجديد، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر .
ومن بين الأوامر الإدارية (91) أمر إداري جديد بحق أسرى تم اعتقالهم خلال الشهر الماضي أو خلال نيسان، بينما (84) قرار تجديد للأوامر الإدارية لفترات جديدة لأسرى إداريين، وقد أصدر الاحتلال 15 قرار إداري بحق أسرى من القدس دون تهمة بتعليمات مباشرة من وزير حرب الاحتلال.