يلاحق الاحتلال الطفولة الفلسطينية على مدار الساعة، وبالرغم من تجريم اعتقال الأطفال وتقديمهم لمحاكم عسكرية، تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم وتقديمهم لمحاكم صورية تصدر بحقهم أحكاما بالسجن الفعلي لعدة سنوات كما حدث مع الطفل المقدسي أحمد مناصرة، الذي قضى طفولته المبكرة في الاعتقال.
المختص النفسي د. حاسم الشاعر قال إن اتفاقية الطفل العالمية جرمت اعتقال الأطفال؛ لأن اعتقالهم له آثار كارثية على نفسية الطفل، والاحتلال يهدف إلى تحطيم نفسية الأطفال وزرع الخوف والرعب فيهم، ما ينعكس على سلوكهم داخل أسرهم وعلى صعيد تعاملهم مع الأخرى.
وأضاف:" الأطفال في فلسطين يعانون من سلوكيات خارجة عن السلوك الطبيعي، فوحشية الاحتلال وظروف اعتقالهم وتعرضهم للتحقيق، جسدت طبائع لها تأخذ طابع القسوة لديهم".
أمجد أبو عصب رئيس لجنة الأسرى في القدس يقول إن الأطفال في مدينة القدس يعيشون بين المطرقة والسندان، فالاعتقالات لا تتوقف والمحاكم تصدر أحكامها قاسية بحقهم، ويجبر الطفل بعد الحبس المنزلي على تسليم نفسه للسجن والسجان كما حدث مع عدد من الأطفال منهم الطفل عبدالرحمن البشيتي المريض بالسكر والطفل عبدالله عبيد، والطفل بشار عليان الذي فقأ الاحتلال عينه.
وأشار إلى أنه خلال ثلاثة أشهر اعتقل الاحتلال 230 طفلا معظمهم من مدينة القدس المحتلة، وهذا العدد كبير جدا ، فهؤلاء الأطفال تعطلت حياتهم الدراسية وأسرت طفولتهم، وزرع الاحتلال الإرهاب في نفوسهم وفي عائلاتهم؛ لأن ظروف احتجازهم سيئة.
المحامي المقدسي محمد محمود الذي يدافع عن الأطفال الأسرى في مدينة القدس المحتلة يقول:" المحاكم وبتوصية من المخابرات تصدر أحكاما بعد إدانة اطفال معتقلين من خلال لوائح اتهام مفبركة، فالتحقيق مع الأطفال يكون بصورة وحشية ومخالف للقوانين الدولية، كما حدث مع الطفل أحمد مناصرة عند اعتقاله وكان وقتها طفلا صغيرا ، وكيف ظهر ضباط المخابرات وهم يهددونه بالقتل والصراخ عليه وهو يقول "ميش متذكر" .
المحرر الشاب أحمد عيسى 19 عاما من قلقيلية يقول:" اعتقلت خلال طفولتي مرتين وأمضيت ما يقارب ال26 شهرا في الاعتقال، المرة الأولى لمدة ستة أشهر والثانية 20 شهرا في قسم الأطفال بسجن مجدو وشاهدت فيها كيف تتعامل إدارة السجن مع قسم الأشبال، برعب وتخويف وتنكيل وتهديد ، وحرمان وعزل ، حتى أن كثير من الأطفال والأشبال كانوا يعانون من كوابيس ليلية من هول ما يشاهدونه في النهار من معاملة".